مع
الكلام عن مغادرة عباس لموقعه فأنا لا أظن أنه سيغادر في الفترة القريبة إلا إن
غادر إلى القبر، فوجوده صمام أمان للسلطة وحركة فتح.
خروجه أو
موته ربما يهدد حركة فتح بالتفسخ والانهيار، والذي سيسطر على الحركة والسلطة هو من
يملك زمام المال والحكم، وهذه لن تنالها شخصية غير مرضي عنها صهيونيًا.
بعد رحيل
عباس مباشرة سيكون هنالك صراع طاحن داخل حركة فتح للفوز بالرقم واحد، لأنه لا يوجد
في فتح رقم 2 أو 3 أو 10، فقط الرئيس وكل من يليه لا وزن حقيقي له.
ولا يوجد
شخص عليه شبه إجماع داخل فتح أو يقف وراءه تيار قوي يؤيده، وإنما هي عشرات
الدكاكين، وكانت رويترز قد رشحت ثلاثة لخلافة عباس، وأضيف عليهم رابع (اسمه متداول
بين الناس) وهو مروان البرغوثي.
الأول: محمد
دحلان، وأراه مرشحًا مستبعدًا كون شعبيته خارج فتح دون الصفر، ولأن المناطقية في
فتح لها وزن كبير في اختيار الشخصيات، وكونه من غزة سيكون عائق آخذين بعين
الاعتبار ضعف فتح غزة بعد سيطرة حماس على القطاع، وتنظيف الضفة من الجيوب المؤيدة
له.
الثاني: جبريل
الرجوب كونه من الخليل وهي معقل ضعيف لفتح، ومن جهاز الوقائي (فسيثير حساسية
المخابرات)، وكونه ندًا لدحلان (فسيعترض التيار الدحلاني)، كل هذه الأمور تضعف من
فرصه، لكن لا شيء مستبعد.
الثالث: ماجد فرج
كونه من بيت لحم وهي معقل ضعيف لفتح، ومن جهاز المخابرات (سيثير اعتراض الوقائي)،
وكونه شخصية غير معروفة شعبيًا خارج إطار فتح، فكل هذه الأمور تضعف من فرصه، لكن
كونه يحتل منصبًا تنفيذيًا وأمنيًا فهذه ميزة له عند الاحتلال والأمريكان على عكس
دحلان والرجوب (لا يعترض الاحتلال على شخصيهما إلا أن بعدهما عن صناعة القرار يجعلهما
خيارًا غير مفضل للصهاينة).
الرابع: مروان
البرغوثي هو الأكثر شعبية بين قواعد فتح، وكونه مناضل وأسير فهذه تعطيه قوة شعبية
واسعة حتى خارج فتح، لكن كونه مشارك بقتل صهاينة وآراءه "متطرفة" مقارنة
بالمقاسات الصهيونية، فالاحتلال لن يقبل به حتى لو كان خارج السجن.
من بين
الأسماء الأربعة المرشحين الأقوى هما الرجوب وماجد فرج، لكن لن يصلا بسهولة وسيكون
هنالك صراع طاحن ربما يطيح بحركة فتح.
وهنالك
خيار خامس أراه ممكنًا وخصوصًا في حالة الموت الفجائي لأبو كشل (عباس)، وهو أن
يتولى رامي الحمد الله مكانه بحكم مكانته كرئيس وزراء، وهو يتمتع بالميزات الآتية:
يأتي من معقل فتح في شمال الضفة (والمناطقية هامة جدًا داخل فتح).
كما أنه مرضي
عنه صهيونيًا والاحتلال يميل لبقاء الوضع الراهن ولا يحب التغيير، ومن رئيس وزراء
إلى رئيس سلطة ليس بالتغيير الكبير، ويمكن للدعاية الفتحاوية أن تسوق له كرئيس
توافقي مهني بدون "طموح سياسي" وحل وسط بين التيارات الفتحاوية المتصارعة.
وأخيرًا
البعض يطرح اسم عزام الأحمد كمرشح محتمل نظرًا لثقله الداخلي في حركة فتح، وصعوده
إلى موقع الرئاسة وارد في ظل تشرذم الخيارات الفتحاوية، وكونه من المقربين
الحاليين لعباس، لكنه ليس مجربًا في مجال العمل المباشر مع الصهاينة وهذه قد
تجعلهم يتوجسون منه، ومن لا يرضى عنه الصهاينة لن يصعد إلى موقع رئاسة السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق