ما بين
الاحتفال بنموذج المقاومة في غزة، وهو نموذج يستحق أن يدرس لأجيال قادمة (لاحظوا
معي أن يدرس لا أن يعبد)، وما بين تقديسه والاقتداء به، يكمن الفارق بين الهزيمة
والانتصار.
صحيح أن
للمقاومة ظروفًا في غزة لم تتوفر في غيرها لكن هنالك من التقط الظرف وبنى الإنجاز،
وكان إنجازًا هائلًا لدرجة أن الإعلام اختزل القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة.
ونلحظ
انعاكسات ذلك في الرأي العام العربي الذي يرى في غزة المقاومة والضفة الخيانة
وباقي فلسطين لا وجود له، وحتى على مستوى شباب الضفة تجد الكثير من أبناء المقاومة
يحلمون بالذهاب إلى غزة، وأسألهم لماذا لا تحضرون غزة إليكم؟
هذه
النظرة المختلة تنعكس على الممارسة والفكر، فعبء تحرير فلسطين ملقى على 2% من
مساحة فلسطين و15% من الشعب الفلسطيني (غزة)، ولتصحيح هذا الخلل يجب أن يشارك
الكل.
يجب
العمل على إعادة الحياة لخيار المقاومة في كافة أماكن التواجد الفلسطيني، ولعلنا
نرى بدايات ذلك (أو انتفاضة هادئة كما يسميها الصهاينة) في القدس، أما الضفة
فهنالك محاولات خجولة لإشعالها، أما باقي مناطق التواجد الفلسطيني في الداخل
والشتات فهي خارج الحسابات!!
ليس
مهمًا الوسائل أو الكيفية لكن المهم روح المقاومة والنية للمقاومة وباقي الأمور
ستجد حل لها، وللضفة والخارج تاريخ طويل في العمل المقاوم.
وتاريخ
الضفة المقاوم ما زال قريبًا ، وأسماء القادة والرموز ما زالت تتردد، والمحاولات
للمقاومة الشعبية في الوقت الراهن تدل على استمرار روح المقاومة لكن كل ذلك بحاجة
لاحتضان تنظيمي وفصائلي ولتوجيه وترشيد وتشجيع.
حتى في
فلسطين المحتلة عام 1948 هنالك أعمال للمقاومة الشعبية قائمة على مبادرات فردية من
شبان صغار السن، لكن نفس المشكلة لا يوجد احتضان تنظيمي، ولا حتى اهتمام إعلامي.
نموذج
المقاومة في غزة وجد ليكون قدوة يتبعه الآخرون، لا أن يكون صنمًا يقدس ويحتفل به
دون انعاكسات على الممارسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق