مستوطنون يدنسون الأقصى الأسبوع الماضي |
الاحتلال
يمنع المسلمين من دخول المسجد الأقصى لمدة يوم ونصف، ويفتحه أمام مئات المستوطنين
صباح الأربعاء الماضي، مما يعني عمليًا تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود، في ظل
ردة فعل عربية وإسلامية باهتة جدًا تبخل حتى بالاستنكار أو الاهتمام الإعلامي.
المرابطون
من أهل القدس والأقصى استعدوا للاقتحامات (الأعياد اليهودية) فمنهم من هو تواجد
داخل الأقصى قبل أيام، ومن لم يستطع دخوله فرابط في محيطه، ولم يسمحوا بمرور
الخطوة الصهيونية مرور الكرام.
وكان
هنالك تجهيز للحجارة والمفرقعات والألعاب النارية، وإصابات في صفوف المرابطين
وشرطة الاحتلال، لتكون خطوة تصدي لعملية تهويد الأقصى رغم ضعف الإمكانيات.
نحن أمام
مشهد مزدوج: أمة إسلامية لا تبالي بمصير أحد أقدس مقدساتها تحت تخدير التعود
والاعتياد، ومجموعات من المرابطية من أهل القدس يصرون على الدفاع عن الأقصى رغم
انعدام الإمكانيات وضعفها.
ومما
يعقد الأمور برأيي هو فقه الهزيمة والانبطاح التي يتحلى به الكثيرون، فهم يلومون
المرابطين على إلقاء الحجارة والمفرقعات، ويلوموهم على التصور وهم ملثمون أو
يحملون الرايات، بحجة أن ذلك يعطي الذرائع للاحتلال.
طوال
الفترة الماضية كان هنالك هدوء نسبي لكن الاحتلال كان يدخل كل يوم عشرات
المستوطنين والذريعة الرسمية هي أن هذا هو جبل الهيكل وليس المسجد الأقصى، فكيف
نسحب هذه الذريعة منهم؟
كان الرد
الأوفى على هذه الذريعة عندما خرجت الحجارة والألعاب النارية لتقول لهم أنتم أغراب
مغتصبون لا مكان لكم هنا، وذلك حتى يقتنعوا أن للأقصى أمة تدافع عنها.
والاحتلال
لم يفتح بوابات المسجد الأقصى أمام المسلمين إلا بعد تلك المواجهات ليمتص الغضب، هذا
لنعرف أين تسير بنا ثقافة المسكنة وتسول الحقوق وفقه الهزيمة ومسايرة الظالم.
للمرابطين
الذين يدافعون عن الأقصى حق على الأمة العربية والإسلامية أن تدعمهم في معركتهم،
سياسيًا وإعلاميًا وعمليًا، وعدم الاكتفاء بالتبرعات التي لا تصل ببساطة لأن
الاحتلال يضع عوائق حقيقية تحول دون الاستفادة منها.
المسجد
الأقصى يجب أن يكون من اهتمام كل مسلم، وما لم يتحمل كل منا مسؤوليته عنه فهو آثم،
وللأسف أنه حتى في الاهتمام الإعلامي هنالك إهمال كبير، فنجد الاهتمام ينصب على منع
منقبة من دخول متجر في فرنسا (مثلًا) بينما مئات المسلمات والمسلمين يمنعون يوميًا
من دخول المسجد الأقصى، لا يحظون بعشر الاهتمام.
أحد المرابطين لدى اقتياده إلى المحكمة الصهيونية |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق