نقل
الإعلام الصهيوني أن السيسي عرض إعطاء محمود عباس 1500 كم في سيناء تضاف إلى غزة
ولتكون بديلًا عن باقي فلسطين، والضفة يكون فيها ترتيب حكم ذاتي، والناطق باسم
عباس نفى ذلك.
أولًا: الإعلام
الصهيوني لا ينقل كلامًا بريئًا، وإنما يوحي إلى أذنابه ما يجب أن يقوموا به، وقد
يكون السيسي قد طرح الأمر أو قد لا يكون، لكن نشره في إعلام العدو هو إشارة لعباس
ليتقبل الفكرة ولجس نبض الشارع الفلسطيني، ولتطويعه على قبول الفكرة.
ثانيًا: مقايضة
الضفة بقطعة الأرض هذه قسمة ضيزى، فالضفة مساحتها 4500 كم (منها النصف تحت تصرف
الفلسطينيين)، وهذه الأرض الموعودة مساحتها 1500 كم فقط، فضلًا عن كونها صحراوية
وبحاجة لتعمير و... و....
ثالثًا: مشكلة
فلسطين ليست مشكلة إسكان ولا وظائف، ومن يريد مسكنًا أفضل أو عملًا براتب مجز،
فالسويد والنرويج وهولندا يرحبون به، و"صوفك وخروفك وعين ما تشوفك".
نحن لا
نقاتل من أجل تسول حفنة من المال، لدينا مشروع تحرير الأرض والحفاظ على إسلاميتها
من النهر إلى البحر، ومن لا يعجبه ذلك فليغادرنا "مع القلعة".
رابعًا: أي جهد
لا يقربنا من تحرير فلسطين فهو جهد مشبوه حتى لو كان مفروشًا بالورود، وأي جهد
يقربنا من تحرير فلسطين فهو جهد مبارك حتى لو كان مفروشًا بالدماء.
خامسًا: كل ما
سبق يجعل سخط القضية الفلسطينية وتحويلها لحق اللاجئ الفلاني والمشرد العلاني في
الحياة الكريمة أو تسوية أحوالهم الدائمة أو المؤقتة، هو حرف للبوصلة الوطنية.
سادسًا: لماذا
على مصر (أو غيرها) أن يدفع ثمن جرائم الصهاينة؟ إن استعداد الآخرين لتسديد فواتير
جرائم الصهاينة هو تشجيع للصهاينة على ارتكاب المزيد من الجرائم.
سابعًا: من فهمي
الجيد للعقلية الصهيونية، فسيقال للفلسطينيين في الضفة أعطيناكم دولة فهاجروا
إليها، وستأتي لحظة تطبق هذه المقولة.
ثامنًا: عندما
نقول حكم ذاتي في الضفة كجزء من تسوية نهائية، فمعناه أن الضفة أصبحت جزء من أرض
إسرائيل، وبما أن أهلها لا يحملون بطاقة الهوية الإسرائيلية، فهذا يجعلهم غرباء
وضيوف في أرض إسرائيل، ويتمتعون بمزية الحكم الذاتي التي يمكن سحبها في أي وقت
بحسب مزاج أهل الأرض (أي الصهاينة).
وباي لحظة يمكن تهجير هذا الضيف إلى خارج "أرض إسرائيل".
تاسعًا: ولأنه
يوجد منا متذاكين كثر سيقولوا لنقيم دولتنا في سيناء ثم نحرر فلسطين، فأطمأنكم
أنها لن تكون دولة حرة، وستكون استنساخًا للواقع الغزاوي الحالي، كل كيس أسمنت
وربطة خبز ستكون بقرار صهيوني.
ومن لم يتعظ من حصار غزة اليوم وشروط رفعه، ولم يربط ذلك بالمستقبل ولم يدرك أن أي دولة فلسطينية تقام تحت الشروط الصهيونية حتى لو على القمر (وليس فقط في سيناء) ستكون مكبلة بإجراءات وقيود مهينة ومذلة وخانقة (تحت ذريعة دولة منزوعة السلاح)، فهذا إنسان ساذج لا يدرك حقيقة ما يحصل.
ومن لم يتعظ من حصار غزة اليوم وشروط رفعه، ولم يربط ذلك بالمستقبل ولم يدرك أن أي دولة فلسطينية تقام تحت الشروط الصهيونية حتى لو على القمر (وليس فقط في سيناء) ستكون مكبلة بإجراءات وقيود مهينة ومذلة وخانقة (تحت ذريعة دولة منزوعة السلاح)، فهذا إنسان ساذج لا يدرك حقيقة ما يحصل.
عاشرًا: أي حل
لمشكلة الشعب الفلسطيني لا تتضمن رفض عنصرية الكيان الصهيوني ولا تتضمن الاعتراف
بكامل حقوق الشعب الفلسطيني، سيكون حلًا لتجميل صورة الاحتلال، لا لتخفيف أعباء
اللجوء والتشرد على اللاجئين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق