أتذكر في
طفولتي كانت المناهج الدراسية تأتي من الأردن ومصر، وكانت الإدارة المدنية التابعة
للاحتلال تراجعها وتحذف أي شيء عن فلسطين أو الجهاد.
وأتذكر
تلك المرة التي شاهدنا فيه كتاب التاريخ للصف الخامس (أو الرابع) وفيه خارطة بلاد
الشام كيف أزيلت كلمة فلسطين وكتب مكانها بخط طباعة مختلف كلمة إسرائيل.
اليوم
نرى أمرًا مشابهًا تقوم به الحكومة الأردنية في محاولة منها لمسخ هوية وثقافة
الجيل الجديد، لكن:
أولًا: السلطة
الفلسطينية على عيوبها ومساوئها لم تنحدر إلى هذا المستوى، وهي رغم مراعاتها لعدم
إغضاب المانحين لكنها تراوغ في القضايا الحساسة ولا تتبنى وجهة نظر المحتل، وفي
قضايا أخرى يكون الطرح فلسطينيًا خالصًا.
هذه السلطة تحت الاحتلال وتحت رحمة المانحين، فما هي حجة النظام الأردني؟
ثانيًا: لم تفلح
هذه الأساليب في طمس ثقافتنا الوطنية بطفولتنا، وجيلي كان الجيل الذي أشعل الانتفاضة
الأولى، وكنا نضحك ونتندر على مثل هذه الحركات الطفولية من الاحتلال (شطب كلمة
فلسطين واستبدالها بإسرائيل).
لكنها أورثت مجتمعنا نوعًا من الشعور بالدونية ما زالت آثاره ماثلة لليوم.
لكنها أورثت مجتمعنا نوعًا من الشعور بالدونية ما زالت آثاره ماثلة لليوم.
لن نخاف
على نظرة الشعب الأردني تجاه الكيان، لكن هذه التصرفات تضعف معنويات الناس وتشعرهم
بالضعف والعجز، فيما لو سكت عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق