معسكرات تدريب الجيش الشعبي |
كتائب القسام تفكر بالمستقبل عندما تقرر إنشاء
الجيش الشعبي، فرغم ما لديها من قوة عسكرية متينة وعدد كبير من المتطوعين، إلا أن هنالك
حاجة ماسة لتشكيل الجيش الشعبي:
أولًا: من أجل تعويض
ما خسره القسام خلال السنوات الماضية من رجال، ولتوسيع قدراتها العسكرية، فهي بحاجة
لدماء جديدة تضخها بشكل متواصل داخل جسمها، ويمكن أن تغربل من خلال الجيش الشعبي الناس
بشكل أسرع وأكثر نجاعة، وتختار العناصر التي تصلح للعمل مع القسام.
ثانيًا: وجود تشكيل
عسكري رديف للقسام سيساعدها في حروب المستقبل في مهمة توسيع عملياتها العسكرية ضد جيش
الاحتلال، الذي يستطيع تجنيد ما يقارب من 400 ألف جندي (نظامي واحتياط)، بينما أقصى
قدرة للمقاومة (بكافة فصائلها) حاليًا في غزة هي بضع عشرات آلاف من المقاتلين.
ثالثًا: وهي الأهم
برأيي؛ أن القسام يجعل من وجود الجيش الشعبي وتدريب عدد هائل من الشبان، عائقًا حقيقيًا
أمام إعادة احتلال غزة.
فحتى لو استطاع الاحتلال كسر القسام وقتل قيادته
وتفكيك منظومة اتصالاته ووحداته، فسيبقى عشرات الآلاف من الأشخاص المسلحين والمدربين
قادرين على العمل بشكل فردي ضد الاحتلال، ويجعلون أي عملية إعادة احتلال لغزة مستحيلة.
فكرة الدخول البري ومحاولة إعادة احتلال غزة
قد تبدو بعيدة لدى الكثيرين، والاحتلال يتوجس منها بشكل كبير، لكن من الخطأ استبعاد
هذا الاحتمال، والاحتلال مستعد أن يدفع ثمن ذلك بضعة آلاف قتلى من جنوده، لذا وجب الاستعداد.
إن كانت حماس وهي أقوى جناح اليوم للإخوان
المسلمين وصاحبة أمتن وضع داخلي وعسكري، تفكر باللحظات الأسوأ وتحرص على استغلال الطاقات
البشرية من خارج إطارها التنظيمي، ورغم كل المحاذير فقد يكون من أعضاء الجيش الفتحاوي
واليساري وحتى قد يتسلل إليه بعض العملاء.
لكنها تؤكد لنا أن الانفتاح على كافة الفرص واجب
وضرورة وأكبر جريمة الاعتداد بما نملك وأن لا ننفتح على الطاقات الموجودة بالمجتمع
فقط لأنها لا تنتمي تنظيميًا إلينا.