الأحد، 16 نوفمبر 2014

منع اليهود من دخول الأقصى واتفاق عمان



اتفاق عمان: السماح بترميم القبة الرصاصية مقابل وقف الانتفاضة المقدسية

تناقل البعض قبل عشرة أيام خبرًا مزيفًا عن اتفاق سري بين ملك الأردن ونتنياهو، تعهد به الأخير بمنع اليهود من دخول المسجد الأقصى، من أجل تهدئة الأمور.

أولًا: المصدر الأصلي للخبر كان صحيفة الجريدة الكويتية، ومنها نقلت صحافة العدو وباقي الإعلام.
وهذه الصحيفة وبعض الصحف الكويتية الأخرى هي مصانع للكذب، ولها ارتباطات بأجهزة أمن سلطة محمود عباس، وكلما أراد تمرير كذبة مرروه من خلال بعض هذه الصحف.

ثانيًا: أرادوا من الخبر تنفيس غضب الفلسطينيين والمسلمين، ولا أساس له من الصحة، والاحتلال ينتظر حتى تهدأ الأمور قليلًا ليتخذ إجراءً جديدًا داخل الأقصى مثل إقامة كنيس أو ما شابه.
 
ثالثًا: دخول اليهود إلى الأقصى هي سياسة حكومية صهيونية عليا (أو قرارات سيادية حسب تعبير المصريين)، وبدون مبالغة لو حماس وضعت شرطًا في مفاوضاتها غير المباشرة وقف اقتحام المسجد الأقصى، سيوافق الاحتلال على مطلبي الميناء والمطار قبل موافقتهم على هكذا شرط.
بالتالي فغلام أمريكا لا يمون على الاحتلال ولا يستطيع اقناعهم بمجرد مناقشة مثل هذا الطلب.

رابعًا: حكومة الاحتلال هي من تطلب من المستوطنين أن يقتحموا الأقصى، وما جليك وفيجلين إلا واجهات لكل ما تخطط له حكومة الاحتلال.
وأتكلم عن معلومات مؤكدة وليس مجرد توقع أو تحليل.
وعلى سبيل المثال قال أحد الحاخامات في مقابلة قبل عامين، أن الشاباك الصهيوني استدعاه مع آخرين، وقام ضباط المخابرات بتوبيخهم وقالوا لهم "نحن نتيح لكم زيارة جبل الهيكل (الأقصى)، فلماذا لا تأتون؟".
وأجزم أن 90% من اليهود الذين يقتحمون الأقصى لا يفعلون ذلك بدافع شخصي بل بتشجيع وتحريك من حكومة الاحتلال، وفقط 10% يفعلون ذلك بدافع شخصي.
فلو أراد نتنياهو المنع سيمنع من الأمس وليس من الغد أو بعد غد.

خامسًا: ممارسات الاحتلال الاستفزازية تصاعدت بعد هذا الخبر، وقبل هذا الخبر بثلاثة أيام تعهد نتنياهو علنًا بوقف التصريحات المستفزة من القادة الصهاينة، وفي اليوم التالي قالت رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست ميري ريغيف، وهي من حزب الليكود، أن "اليوم الذي سيتوقف فيه نداء الله أكبر في الأقصى أصبح قريبًا".

سادسًا: اتفاق الأردن والاحتلال وأمريكا لتهدئة الأوضاع قبل يومين كان على أساس بقاء الوضع الحالي، وأن يسمح الاحتلال للأردن بترميم القبة الرصاصية للمصلى القبلي في الأقصى (حتى اليهود يأخذوا الأقصى جديد "لنغ").

أما السماح بالصلاة بدون قيود اليوم الجمعة فهو مجرد طعم لتهدئة الميدان، وبعدها سيعود التشديد كما هو، والأهم من ذلك:
1-    ماذا عن الممنوع من دخول الأقصى بقرارات محاكم صهيونية؟ لماذا لم يتطرق لهم الاتفاق؟
2-    ماذا عن استمرار دخول اليهود للأقصى من أجل الصلاة؟
3-     ماذا عن منع النساء المسلمات من دخول الأقصى حتى الساعة 11:00 صباحًا؟
4-     ما أفهمه من أن الاحتلال سمح للأردن بترميم القبة الرصاصية أنه هو صاحب البيت، والأردن موافق على ذلك!
لو كان هنالك سيادة للأردن لاتفقوا على إلغاء رقابة الاحتلال على دخول مواد البناء للأقصى، ولقام الأردن بترميم ما يشاء بدون إذن.
5-    ماذا عن استمرار اليهود بدخول الأقصى؟ أم أن الملك عبد الله أقر لهم بهذا "الحق"؟

باختصار الاتفاق الذي توصلوا له في عمان مخزي جدًا ولا يرتقي لسقف مطالب المنتفضين، ومجرد إبر مهدئة من أجل سحب فتيل المقاومة والانتفاضة، والاحتلال لم ولن يغير شيء.

ليست هناك تعليقات: