الجمعة، 13 يونيو 2014

هل حقًا ‏حماس سوف تسيطر على الضفة؟



قبل أيام "حذر" نتنياهو من سيطرة حماس على الضفة، وبعدها خرجت معاريف تحذر من تحرك "حمساوي" عسكري تحت غطاء مدني وكلها رسائل إلى السلطة من أجل وقف الحراك الشعبي الداعم للأسرى.
وهنا لا بد من التأكيد على الأمور الآتية:

أولًا: هذه التحذيرات والتقارير لها هدف وليست مجرد ثرثرة تقال في الإعلام، والهدف هو إعطاء السلطة الأوامر لكي تتحرك ضد حماس، ولتقنع قطيع البهائم في أجهزة السلطة أن هنالك "مخطط حمساوي ضخم للانقلاب".

ثانيًا: ما يخيف الاحتلال هو الحراك الشعبي الداعم للأسرى لكن الاحتلال يريد أن يحصر المشكلة الآن في حماس، ليأكل الحراك قطعة قطعة (أكلت يوم أكل الثور الأخضر)، وليلعب على الوتر الحزبي لدى منتسبي فتح.
 
ثالثًا: حماس لا تستطيع أن تقود الشارع الضفاوي لوحدها لكنها رأس حربة المقاومة (بشقيها الشعبي والعسكري)، فرأس الحربة لا تستطيع أن يحارب وحده والحربة بدون رأس لا قيمة لها.

حماس هي الأقدر على مواجهة الاحتلال ولا توجد قوة أخرى تضاهيها لكن حماس لا تملك رفاهية مقارعة الاحتلال وحدها.

رابعًا: حماس لا تملك الإمكانيات للسيطرة على الضفة وكل ما يقال عن ذلك هو محض هراء وتهويل وكذب، وآثم من ينشره.

الضفة الغربية أكثر من 60% من أراضيها عبارة عن مستوطنات ومعسكرات لجيش الاحتلال، والضفة مستباحة من الوريد إلى الوريد.

أي قطعة سلاح لدى حماس نجدها اليوم في الميدان، وإن كان عمل الميدان قليلًا فلأن حماس لا تملك شيئًا، وليس لأن حماس لا تملك القرار كما يظن البعض واهمين.

والاحتلال يحكم قبضته على الضفة وما تساعده به السلطة هو إضافة بسيطة على قدراته الحقيقية، والاحتلال لن يفرط بالضفة بالسهولة لموقعها العسكري ولقيمتها التاريخية، وما حصل في جنوب لبنان وفي غزة، سيكون مزحة خفيفة مقارنة بما سيحصل في الضفة عندما تقترب الأمور من لحظة التحرير.

خامسًا: شباب حماس الذين يخرجون في الضفة يفعلون ذلك وهم يدركون أنهم باليوم التالي سيعتقلون لدى الاحتلال أو السلطة (لا فرق)، لكن يفعلون ذلك لأنهم يشعرون بمسؤولية تاريخية تجاه القضية الفلسطينية.

فالضفة الغربية تتعرض لهجمة تهويد واستيطان، وما لم يتم وضع حد لها ستضيع الضفة وتضيع باقي فلسطين، وتتحول لأندلس جديدة، هم لا يحملون أوهام بالتحرير أو النصر المبين، هم فقط يريدون أن يبقوا شعلة الجهاد قائمة بالضفة حتى لا تضيع للأبد إلى أن يتغير الحال.

سادسًا: واهم ومشبوه من يظن أن حماس عدوها الأول هو فتح، أو أن همها الأول هو القضاء على فتح واستلام مكانها في السلطة.

حماس مشروعها هو مشروع تحرري ومن يقول غير ذلك فهو واهم وكاره لحماس أو مراهق لا يعلم حماس علم اليقين، وهذا ما يخيف الاحتلال ويجعله يتحرك سرًا وعلنًا ليجهض الحراك الحالي، لأن استمرار الحراك الحالي سيوحد الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه خلف انتفاضة ثالثة.

ليست هناك تعليقات: