جنود الاحتلال يعتقلون أطفالًا فلسطينيين، هل سنرى نفس المشهد للشرطة الفلسطينية؟ |
المتعارف عليه في كافة دول العالم أن يعامل الأطفال
الذين يرتكبون جرائم بطريقة خاصة ومختلفة عن معاملة المجرمين من كبار السن، حيث لا
يتم اعتقالهم والتحقيق معهم إلا بحضور الأهل والمحامي، ولا يتم سجنهم إلا في حال
ارتكابهم جرائم كبيرة وعندها يتم إرسالهم إلى إصلاحيات حيث يتم تعليمهم وتدريبهم
لكي لا ينحدروا في طريق الإجرام.
إلا أن أطفال فلسطين حرموا من هذه الحقوق على يد المحتل
الصهيوني وبات من المعتاد اعتقال أبناء 16 و15 عام وحتى نجد أطفال بعمر 12 عامًا
وقد اعتقلوا بتهمة إلقاء الحجارة (وهي جريمة بعرف المحتل وعمل وطني بطل في عرفنا).
والأطفال في سجون الاحتلال يتعرضون للضرب والتعذيب
والتحقيق بغياب الأهل والمحامي (والذين عادة تمر أيام دون أن يعرفوا أين ابنهم)،
ويحكم عليهم بأحكام قاسية ولسنوات طويلة دون مراعاة لحداثة سنهم، وفي تجاوز لكل
الأعراف والقوانين العالمية.
ولإن كانت هذه سياسة المحتل الصهيوني فهذا متوقع منه،
فهو قمع وهجر الملايين من شعبنا الفلسطيني فلن يتوقف الأمر بالنسبة له عند
الأطفال، لكن يبدو أن الأجهزة الأمنية تصر على تقليد جلادها، وخصوصًا في الآوانة الأخيرة
حيث أصبحت تقلد جنود الاحتلال في تكسير أثاث البيوت لدى تفتيشها وقلبها رأسًا على
عقب، كما تقلده في اعتقال الأطفال وانتهاك حقوقهم الأساسية.
فقبل بضعة أيام اعتقل جهاز الأمن الوقئي مجموعة من
الأطفال دون السادسة عشر من عمرهم في بلدة صافا قرب بيت أمر بمحافظة الخليل، بعد
مداهمة منازلها وتفتيشها، وأفاد محامو الأطفال أنه وجهت لهم تهمة تعليق ملصقات في
ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين.
وهنا الجريمة المرتكبة بحق الأطفال مركبة فلا حقوقهم
كأطفال تمت مراعاتها، ولا تعليق ملصقات هي جريمة في القانون الفلسطيني ولا أدري
كيف ستجرى الانتخابات في ظل منع مؤيدي حماس من مجرد رفع الملصقات واعتبارها جريمة
يعاقب عليها القانون؟
وهذه ليست المرة التي تداهم السلطة منازل أطفال
فلسطينيين وتقوم باعتقالهم وتوجيه التهم لهم، ومن كان يظن أن التنكيل يتم فقط
بالأطفال من مؤيدي حماس فهو واهم ومخطئ، فهنالك حالات عديدة تم اعتقال الأطفال
بتهمة إلقاء الحجارة على المستوطنين وقوات الاحتلال، وتم إجبار أهاليهم على توقيع
تعهدات بعدم عودة أبنائهم لإلقاء الحجارة على المستوطنين مرة أخرى!
وأكثر من ذلك كانت الأجهزة الأمنية تشيع عن هؤلاء
الأطفال أن أهاليهم عملاء للاحتلال الصهيوني، وأنهم أرسلوا أطفالهم لإلقاء الحجارة
على المستوطنين بأوامر من المحتل لكي يتم إحراج السلطة ووضعها في موقف صعب!
وهنا نتساءل أين فضل أطفال الحجارة عليكم يا قادة
ومسؤولي السلطة الذين أتوا بكم من خمارات بيروت وتونس*؟ بدون أطفال الحجارة لما
كانت هنالك سلطة ولما كنتم مسؤولين ولما كان لكم أجهزة أمنية ولما كان لكم دور.
*مع الاعتذار للشعبين اللبناني والتونسي، لكن هذه هي الصورة
التي أتى بها أبطال منظمة التحرير من عندكم! وأخلاقهم تتبدى في اعتقال الأطفال
وتشويه سمعتهم أولئك الذين كان لهم الفضل عليهم!
هنا الخبر منشورًا على المركز الفلسطيني للإعلام:
هناك تعليقان (2):
من عاشر قوما أربعين يوما أصبح منهم ، فكيف من عايشهم لعقدين من الزمن !!
قعطا سيتلوثون بهم وسيتخلقون بأخلاقهم الدنيئة وسيكونون أفضع منهم لأن النسخة المكررة غالبا ما تكون سيئة الذكر
متى يأوبوا لصف ويوعوا أن المحتل لا صديق له ولا حميم له ،ويعد الكل أعداء فقط يصنفهم ويرتبهم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير.
ربما هذه مشكلتهم أختي الكريمة.
وبوركت.
إرسال تعليق