قرر منظمو فعالية أكبر سدر مفتول رفع قضية على
المحامية والناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى شيرين العيساوي وشقيقة الأسير المضرب
عن الطعام سامر العيساوي، وذلك بحجة أن المحامية العيساوي قامت بإفشال فعالياتهم
بسبب انتقادها للفعالية وتنظيمها اعتصام أمام أكبر سدر مفتول (شاركها بالاعتصام
خمسة أشخاص فقط).
تتذرع جمعية العاصور بأن انتقادات العيساوي
واعتصامها قامت "بتطفيش" الزبائن المفترضين، وأن الجمعية تعاني من ديون
بسبب فشل الفعالية وبسبب مماطلة وزارة الزراعة دفع المستحقات المطلوبة منها بصفتها
جهة راعية للفعالية.
كان الأجدر بالجمعية أن ترفع قضية على وزارة
الزراعة لإلزامها بدفع ديونها (وللعلم فعلى السلطة ديون طائلة لشركات الأدوية
والمستشفيات والشركات الخاصة ومخصصات غير مدفوعة للبلديات)، بدلًا من الاستقواء
على ناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى وزملائها.
وكان الأجدر بالجمعية أن تنظم الاحتفالية لدعم
قضية الأسرى، فتعرف العالم بقضيتهم وتروج لصحن المفتول الضخم وتكسب الدعم المالي
بنفس الوقت، لكن يبدو أن الانحدار في القيم بلغ الحضيض.
وحتى نكون واضحين فليس اعتصام العيساوي هو ما
أفشل النشاط، وأصلًا تذمر منظمو الاعتصام من قلة تفاعل الناس معهم وتجاهل
المسؤولين والعامة لاعتصام الأسرى مفضلين كروشهم الممتلئة والشرهة على قضية وطنية
غاية في الأهمية.
أما أسباب فشل سدر المفتول فهي كثيرة أهمها أن
مناسبات أكبر صحن وأكبر سدر تعددت وأصبحت مبتذلة ومثار سخرية وتندر في الشارع
الفلسطيني، والانتقادات التي وجهت لسدر المفتول لم تكن فقط من المحامية العيساوي
أو المتضامنين مع شقيقها بل من قطاعات سياسية واسعة تعتبر هذه المناسبات وسيلة
يستخدمها فياض لإلهاء الشعب الفلسطيني.
كما يبدو أن هنالك أسباب تنظيمية تتعلق بضعف
إمكانيات القائمين على الجمعية، فالدين المترتب على الجمعية هو عشرة آلاف دولار،
ولتغطيته من خلال التذاكر التي كانت تباع كان يجب أن تباع خمسة آلاف تذكرة أخرى
وهذا رقم كبير بالمقياس المحلي نظرًا لطبيعة النشاط.
وأتوقع أن الهدف من القضية ليس إحقاق عدالة
يعتقدها القائمون على الجمعية بقدر ما هي محاولة للفت النظر وجلب التعاطف معهم،
وابتزاز فاعلي الخير لكي يدفعوا المبلغ إلى الجمعية وإسكاتها.
تصرف الجمعية مخجل ومسيء للشعب الفلسطيني
وللقضية الفلسطيني، ومثلما كان سدر المفتول وسدر الكنافة رموزًا للازدهار
الاقتصادي الوهمي في ظل فياض، فإن القضية التي رفعتها الجمعية ستكون رمزًا للإسفاف
السياسي الذي انحدرت إليه سياسة السلطة في الآونة الأخيرة، وتعبيرًا صارخًا عن
الإفلاس السياسي والأخلاقي الذي وصلت إليه.
عندما حضروا في لبنان أكبر صحن تبولة فهذا كان
لجلب السياح إلى لبنان وإغرائهم بزيارة مطاعم لبنان"لأكل التبولة"، أما
في الضفة فلا يوجد سياح سوى بضع عشرات من متضامنين أجانب آخر همهم الطبيخ، ولا
توجد صناعة مفتول حقيقية حتى نروج لها!! أكثر المفتول هو صناعة بيتية وبعض الإنتاج
الصناعي المتواضع الذي لا يحتاج إلى دعاية، إذًا ما الحاجة إلى أكبر سدر مفتول؟
صدقوني الإفلاس السياسي يفعل أكثر من ذلك بكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق