الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

تعليقًا على زيارة وفد حماس لإيران


  
لا يعجبني أي تقارب مع نظام طائفي أجرامي، لكن حماس لا يوجد أمامها خيارات كثيرة للبقاء.

والأهم أن إيران لا تطلب من حماس تبني مواقفها في الصراعات الطائفية التي تخوضها، ولا مصالحة مع نظام الأسد.

علاقة حماس كانت وستبقى جيدة مع قطر والكويت وهي دول خليجية متضررة من إيران، ولو كان في تقارب حماس ضرر عليهما لاعترضتا بوضوح.

وفي المقابل السعودية والإمارات تعادي حماس إرضاء للصهاينة، وتسعيان للتقارب مع إيران وعقد الصفقات معهما.

إيران وحزب الله أدركا المساعي الصهيونية لطردهما من سوريا، حيث لا مانع للصهاينة من الإبقاء على نظام الأسد والاحتلال الروسي، فكان عداءهما للسنة وحروبهما الطائفية بلا نتيجة كما ستظهر الأيام القادمة.

فهل يستغلان التقارب مع حماس ومع تركيا وقطر من أجل إصلاح أخطائهما؟ وكبح جماح حروبهما الطائفية؟

الظلم عاقبته وخيمة وكان تدخلهما في سوريا لدعم نظام غاية في الإجرام من أجل ضمان مصالحهما الطائفية الضيقة، فبقي النظام وسيخسران مصالحهما، كما خسرا سمعتهما.

في كل الأحوال بقاء نظام الأسد واستمرار الحرب في سوريا يضر بالقضية الفلسطينية بنفس الدرجة التي يضر بمصلحة الشعب السوري والشعوب العربية، وسواء أصلحت إيران ما أفسدته أم لا، فبوصلتنا هي اتباع الحق.

والتقاطع مع إيران في معاداة الكيان الصهيوني لا يعني أبدًا التبعية لها أو تأييد ما تقوم به في سوريا، لكن المدرك لحجم الهجمة الشرسة للثورات المضادة وأمريكا والكيان الصهيوني، يدرك أن الخيارات محدودة ليس فقط أمام حماس بل حلفائها أيضًا مثل تركيا وقطر.


فالعلاقات التركية والقطرية مع إيران كانت بدافع الاضطرار مثلما فعلت حماس، أما السعودية فهي خذلت الثورة السورية مثلما خذلت القضية الفلسطينية، والأصل عدم الانجرار وراء مزايداتها حول علاقات حماس مع إيران، فمقصدها واضح وهدفها واضح.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

إيران رغم كل جرائمها فإنها تقاطع الصهاينة وعلاقتها بالحكومة الأمريكية سيئة وتساعد المقاومة الفلسطينية دون شروط ودون من. أما معظم الدول الأخرى فلها جرائمها كذلك في مصر واليمن وسوريا والبحرين وليبيا، وتلك الجرائم وغيرها أقل من جرائم تعاونها مع الإرهابيين الصهاينة وتعاملها معهم ومع الشركات الداعمة لهم وجودة علاقاتها بالحكومة الأمريكية، وهي لا تساعد المقاومة الفلسطينية المسلحة حتى إعلاميا بل قد تقف أيضا ضد إضراب أسرى عن الطعام. وأسوأ هذه الدول من تمن على الفلسطينيين بما تقدمه لهم، وتفتري عليهم الكذب، وتحاول فرض شروطها على كل الفلسطينيين مقابل استمرار مساعداتها لبعضهم، وتعد كشف أي فلسطيني لحقيقة هذه الحكومات جحدا من الفلسطينيين لها ولما قدمته، وتريد من الفلسطينيين قطع علاقاتهم بإيران وغيرها.
فلو كنت لائما أي فلسطيني على أي شيء فسألومه على التقارب مع أي من هذه الحكومات أكثر من تقاربه مع حزب الله والنظامين السوري والإيراني. حتى شبيحة هؤلاء لا ينتقدون حماس التي لم تقف معهم ضد الثورة السورية كما ينتقد شبيحة الأنظمة الأخرى كل الفلسطينيين لأتفه سبب وبدون سبب.