الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

فرص نجاح مباحثات المصالحة في القاهرة وسلاح المقاومة


يشكك الكثيرون في فرص نجاح المصالحة بحكم أن الأسباب الرئيسية للانقسام (الاعتراف بالاحتلال وسلاح المقاومة) ما زالت موجودة.

والبعض يخشى من دخول حماس في نفق مساومات يضيع سلاح المقاومة في نهاية المطاف.

فيما يتعلق بالاحتلال فواضح أنه يراقب المفاوضات عن بعد، وأنه يضع فيتو على أن تشمل المصالحة الضفة الغربية ولهذا منع مغادرة وفد حماس من الضفة الغربية.

أما السلطة فهي تريد استلام الحكومة في غزة، وأراها مستعدة لتقديم بعض التنازلات لحماس سواء فيما يتعلق بموظفي حكومة حماس في غزة أو رفع بعض القيود عن نشاطات حماس في الضفة، لكن سقفها هو الفيتو الصهيوني فلن تتجاوزه.

ويبدو أن ما تردد عن رفع الفيتو الأمريكي عن المصالحة يتعلق بالقبول بمبدأ أن تستلم السلطة للحكومة في غزة، وتخفف إجراءات الحصار المفروض على القطاع، دون التطرق لسلاح المقاومة والسكوت عنه.

فعلى المدى المنظور لن يتم التطرق لسلاح المقاومة لكن هذا لا يعني تخلي الاحتلال الصهيوني والنظام المصري والسلطة وأمريكا عن خيار تدجين حماس، فهم قبلوا بأن تضع السلطة رجلها اليوم في قطاع غزة ويؤجل الكلام عن سلاح المقاومة إلى وقت لاحق.

من ناحيتها أدركت حماس أنها لا تستطيع الصمود طويلًا في ظل الوضع العربي الراهن، فهي تحاول الإنحناء للعاصفة وشراء الوقت، لعل وعسى تتغير المعادلات الدولية والمحلية مع الوقت بحيث تستطيع الحركة الدفاع بشكل أفضل عن سلاح المقاومة.

ورغم كل ذلك، قد يفاجئنا الاحتلال بوضع فيتو على المصالحة بدون التطرق لسلاح المقاومة، فالحكومة اليمنية الصهيونية شكاكة ولا تثق بأحد، وإن وضع الفيتو فلن يملك المصريون والسلطة إلا الطاعة.

إذا أردات حماس أن تستثمر جيدًا في المصالحة فعليها أن تخطط لاستعادة دورها خارج قطاع غزة، وبشكل أخص في الضفة الغربية، ومهما كانت نتيجة مباحثات المصالحة فلن تحسن كثيرًا من وضعها في الضفة ويجب عليها أن تنتزع وجودها في الضفة انتزاعًا وبجهود وعرق ودماء أبنائها.


سقف المصالحة هو ترتيب أوضاع غزة في السنوات القليلة القادمة، أما الوصول لانتخابات وإصلاح منظمة التحرير فتبدو مستبعدة، والأرجح أن عباس سيماطل فيها كعادته.

ليست هناك تعليقات: