الثلاثاء، 9 مايو 2017

انتخابات حماس: عرس ديموقراطي أم استحقاق؟


اللافت للنظر في علاقة حركة حماس مع العملية الانتخابية أنها تتعامل معها كاستحقاق وليس كعرس ديموقراطي.

وإن كانت تجربة حماس الانتخابية ما زالت غير مكتملة وهنالك الكثير من الانتقادات التي يمكن أن تقال حول آلياتها وتفاصيلها.

إلا أنه يسجل للحركة التزامها بالانتخابات رغم كل الظروف والمعيقات، سواء تكلمنا عن انتخاباتها الداخلية أو الانتخابات الفلسطينية المختلفة (مجالس الطلبة، البلديات، وغير ذلك).

وهنا يكمن الفرق بين الإيمان بالانتخابات كاستحقاق، وبين التعامل معها كعرس ديموقراطي وهو مصطلح ابتدعه العرب، ويبرز نظرتهم المشوهة للانتخابات.

فهي عند أكثر العرب مجرد ترف ورفاهية، وليس ضرورة من ضرورات الحياة العصرية، ولهذا نجد (مثلًا) دعوات بوقف الانتخابات البلدية مراعاة لإضراب الأسرى، وكأن الانتخابات هي من الكماليات وليست استحقاقًا يجب أداءه في وقته.

ولهذا يسهل على العرب مقاطعة الانتخابات، بل عند الكثيرين منهم الأصل مقاطعتها أو تأجيلها لأن "الوضع لا يسمح"، والاستثناء عندهم هو المشاركة فيها (أو إجراؤها).

حركة حماس تمر بظروف أمنية معقدة لكنها تصر على عقد انتخاباتها الداخلية بشكل دوري، وحركة حماس تعرضت (وما زالت تتعرض) لمضايقات بسبب مشاركتها بانتخابات التشريعي والبلديات، لكنها تصر على المشاركة بالانتخابات البلدية.

ذلك لأن حماس تتعامل مع الانتخابات على أنها أداة إدارية (في حالة الانتخابات الداخلية)، وأداة نضالية (في حالة الانتخابات البلدية)، فهي استحقاق وهي مرحلة من مراحل العمل والنضال، وليست عرسًا للاحتفال أو رفاهية (كما يفهمها أكثر العرب).

صحيح أن أجدادنا فتحوا الأندلس ووصلوا الصين دون أن ينظموا الانتخابات، لكنها اليوم أداة من أدوات العصر، ومثلما أن الحياة اليوم تقتضي استخدام المنتجات التكنولوجية الحديثة مثل الجوالات والحواسيب، فهي تقتضي أيضًا استخدام الأساليب الإدارية والسياسية الحديثة، والانتخابات هي إحداها.

خالد مشعل ترك منصبه وجاء هنية، وستسير مركب حماس دون أن تهتز أو تنهار، ذلك الحركة تعمل وفق منظومة مؤسسية، والانتخابات ضابط لإيقاع هذه المنظومة.

فإن كنت ناصحًا أحد للاستفادة من تجربة حماس الانتخابية، فأنصحه بالإيمان بالعملية الانتخابية كاستحقاق وضرورة، وليس كعرس وترف وحاجة زائدة، فهذا ما فهمته حركة حماس وهذا واحد من أسباب نجاحها.

ليست هناك تعليقات: