الجمعة، 26 مايو 2017

فتاوى رمضانية ... خاصة بالمقاومين


بداية لست مختصًا بالافتاء إلا أن ما سأذكره هو من البديهيات التي لا خلاف حولها، للتذكير بها ولأهميتها خاصة وأننا ندخل رمضان في ظل أجواء تصعيد يجب أن تتواصل وتشتد في رمضان، وأن لا نسمح لها بالتراجع.

رمضان شهر الطاعات والعبادات: والجهاد في فلسطين فرض على كل  مسلم، وأداء الفرض في رمضان أجره مضاعف إن شاء الله، وفوق كل ذلك فالأسرى في سجون الاحتلال بحاجة في هذه الأيام لمن ينصرهم ويخفف عنهم، "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .... الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" رواه مسلم.

فالعبادات والطاعات ليست فقط قراءة القرآن وقيام الليل (على أهميتها) بل هي أيضًا الجهاد في سبيل الله، وإلقاء الحجر على الصهاينة والزجاجة الحارقة وغير ذلك من أشكال المقاومة هو جهاد في سبيل الله.

صلاة التراويح والاعتكاف في المساجد سنة والجهاد فريضة: وبالتالي إن اضطررت لترك الاعتكاف أو صلاة التراويح بسبب ضرورات العمل المقاوم، فلك الأجر إن شاء الله، والأصل تقديم فريضة الجهاد على السنن الرمضانية.



والجمع بينها أفضل بكل تأكيد، لكن عندما تضطر للمفاضلة بين خيارين فلا تترك فريضة الجهاد.

يجوز للمجاهد في سبيل الله الإفطار في رمضان: ولهذا تفاصيل يمكن سؤال المختصين عنها، لكن بالمختصر المفيد إن كانت المهمة التي ستقوم بها فيها مشقة من قطع مسافات طويلة في الحر، أو تسلق الجبال والمناطق الوعرة، من أجل الوصول للطرق الالتفافية ونقاط التماس.

فوقتها يجوز لك الإفطار لكي تتقوى وتستطيع مواجهة العدو بكامل قوتك البدنية، وكل مجاهد أقدر على تحديد ما هي المشقة الحقيقية وما هي المشقة الخفيفة التي لا يعتد بها، فلكل شخص طاقات في التحمل، ولكل مهمة ظروفها ودرجات صعوبة مختلفة، فمن يرشق الحجارة في حارته ليس كمن يقطع الجبال والأودية ليصل إلى مستوطنة يهاجمها.

وهنا لا بد من الالتفات إلى قضية أمنية، وهي عدم المجاهرة بالإفطار، لأنك ستلفت نظر الناس، وسيصل الكلام لمخابرات الاحتلال بطريقة أو بأخرى وربما يستنتج أنك كنت في مهمة وعمل مقاوم.

كلمة لغير المتدينين في رمضان: قسم من الشباب المقاوم ليسوا متدينين، وهذا لا يقلل من شأن مقاومتهم للاحتلال، ونسأل الله لهم القبول، وبعضهم ربما يطلب الشهادة وعنده شجاعة وإقدام وخير كثير.

الدين ليس حكرًا على تنظيمات أو فصائل، فأي إنسان يستطيع أن يصلي ويصوم ويجاهد دون شرط الانضمام إلى تنظيمات بعينها، وهذه دعوة لجميع الشباب المقاوم لاغتنام فرصة رمضان من أجل الالتزام بالصلاة والصوم، حتى تتكامل مع التزامه بالجهاد والمقاومة، وفي حال نال شرف الشهادة يلاقي ربه مجاهدًا وصائمًا ومصليًا.

ولا تستمعوا لمن يقول لكم أنه لا تجوز الصلاة لأنكم لا تصلون في غير رمضان، أو لا يجوز الصيام لأنكم لا تصلون، أو لا تجوز صلاة الجمعة لأنكم لا تصلون الخمس صلوات؛ فكلها مقبولة بإذن الله، لكن الصواب أن تواظبوا على الصلوات الخمسة طوال العام، وربما يكون شهر رمضان بداية وتشجيعًا لكم على الالتزام بالصلاة.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

ليست هناك تعليقات: