كلنا نعلم الضجة التي أثارها الهباش بدعوته
العرب للقدوم إلى القدس من أجل زيارة الأقصى، وتذرع بأن هذه الزيارات تعزز صمود
الفلسطينيين بالمدينة المقدسة وتدعمهم اقتصاديًا بحكم شراء الزوار من المحلات
التجارية الفلسطينية.
وخلال شهر رمضان الحالي تمتع أهل الضفة بتسهيلات
نادرة من أجل زيارة القدس والأقصى، تتضمن السماح للرجال من سن 40 عامًا فما فوق
والنساء من جميع الأعمار بزيارة الأقصى أيام الجمعة، بالإضافة لمنح "المرضي
عنهم أمنيًا" تصاريح لزيارة المدينة في باقي الأيام.
لن أسأل الهباش لماذا لم يطبق دعوته على نفسه
ويزور المدينة والأقصى أيام الجمعة، خاصة وأنه يمكنه زيارتها بدون الحاجة لتصريح
أو تنسيق، لأنه يبدو أن سيادته يأنف عن الوقوف في طابور الانتظار عند حاجز قلنديا
مع عامة الشعب، ولن يدخل المدينة المقدسة إلا من خلال إجراءات خاصة ينعم بها
الاحتلال عليه.
لكن أسأله هو وكل من طبل لدعوات الزيارة وكل من
لباها (وأخص بالذكر الجفري وجمعة) أين أنتم من الظاهرة المؤسفة والتي تمثلت بإقبال
أهالي الضفة الزائرين للمدينة المقدسة على المحلات التجارية الصهيونية التي يملكها
اليهود؟ أين أنتم منهم وهم يدعمون "صمود" المستوطنين في شارع يافا وغيرها
من المحلات التجارية التي أقيمت على أراضٍ اغتصبوها من الشعب الفلسطيني؟
ألم تقولوا أنه يجب دعم الاقتصاد الفلسطيني في
القدس المحتلة؟ وهذا هو الأصل والمطلوب، وألم تتخذوا ذلك ذريعة لتطبيع العرب مع
الصهاينة؟ أين حرصكم ودموعكم التي ذرفتموها على التجار المقدسيين؟ ها هم أبناء
شعبهم يهجرون محلاتهم ويهجمون على المراكز التجارية الصهيونية، ألا يستحق هذا وقفة
وكلمة؟ أم أن الدموع التي ذرفتموها في ما سبق لم تكن إلا دموع التماسيح؟
زيارة أهالي الضفة للقدس والأقصى هي ضرورة وواجب
على كل من يستطيع ذلك، لكن زيارة المراكز التجارية الصهيونية هي جريمة يجب
إدانتها، وللأسف الإعجاب بكل ما صهيوني هو داء مستشر بمجتمعنا الفلسطيني، وإعجاب
الضحية بجلادها يجب أن يكون هنالك موقف حازم يعالجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق