السبت، 3 مارس 2012

فيديو وتعليق: هل يستطيع الجيش الحر اختراق المنظومة الطائفية للنظام السوري؟



يظهر الفيديو أعلاه أحد ضباط الجيش السوريين من الطائفة العلوية وهو يعلن انشقاقه وانضمامه للجيش السوري الحر، وهو أحد أوائل العسكريين العلويين (إن لم يكن الأول على الإطلاق) الذين ينضمون للثوار، وكان العقيد رياض الأسعد (قائد الجيش الحر) قد صرح قبل بضعة أشهر أن الجيش الحر لا يوجد به علويون وأنهم يحاولون التواصل من أجل استقطابهم وضمهم للجيش الحر.

والمعروف أن النظام السوري يعتمد على العلويين والدروز والإسماعيليين والمسيحيين، ويقدم نفسه على أنه حامي الأقليات من ما يسميه التعصب "السلفي الوهابي"، كما يعتمد النظام على منظومة حزبية عقائدية، وإن كانت الأقليات لا تشكل أكثر من 20% إلى 25% من الشعب السوري، إلا أن هنالك نسبة كبيرة من الحزبيين المخدوعين بشعارات النظام وبماكنته الإعلامية.

صحيح أن قلة قليلة جدًا ما زالت تؤمن بأن النظام السوري هو أفضل نظام حكم ممكن أن يوجد على سطح الأرض، لكن هنالك الكثير من السوريين يلتفون حوله لأنهم يخشون المستقبل المجهول، ولأنهم يصدقون بأن "القادم أسوأ من الحالي".


وفي الوقت الذي تصدر المناشدات من أجل تدخل عربي أو دولي لنصرة سوريا، فمن الضروري الادراك أن الحل يأتي من داخل سوريا فقط، والحسم لن يتم إلا من داخل سوريا، وحتى في ليبيا (التجربة التي يتمنى الكثيرون تكرارها في سوريا) الحسم لم يحصل إلا من داخل ليبيا ومن داخل صفوف رجال القذافي.

الناتو ساعد ثوار ليبيا وحمى بنغازي في أحلك الأوقات، لكن من حسم المعركة على الأرض هم الثوار أولًا، وانفضاض رجال القذافي من حوله تدريجيًا، ومعركة طرابلس لم تكن لتحسم بهذه السهولة لولا ثوار المدينة الذين سهلوا دخول الثوار من الخارج، ولولا انضمام قائد كتيبة "محمد المقريف" (المسؤولة عن أمن القذافي) العقيد "البراني اشكال" إلى الثوار ليلة هجومهم على المدينة، بعد تنسيق مسبق بينهم وبينه.

والنظام السوري لن تقضي عليه عقوبات دولية ولا مجلس ولا قوات ناتو ولا جيوش عربية أو تركية، النظام السوري سينهار من الداخل بإذن الله، وذلك من خلال ثنائية استقطاب العناصر الشريفة التي ما زالت تتمسك به والحسم العسكري والشعبي في شوارع وأزقة المدن وفي الجبال والأرياف.
وانشقاق ضباط من الطائفة العلوية وغيرهم من أبناء الأقليات، له أهمية خاصة بالرغم من وجود معارضين للنظام من الأقليات مثل عارف دليلة من الطائفة العلوية، ومنتهى الأطرش من الدروز، وميشيل كيلو من المسيحيين، وذلك لأنهم عماد الجيش السوري وعموده الفقري، ولأن انشقاقهم يعني انهيار الدعاية الرسمية التي تستخدم لغسل دماغ مؤيدي النظام، كما يعطي مؤشرات بأن عصب النظام بدأ بالتفكك.

الكثير داخل الجيش السوري يريدون الانشقاق ويريدون التخلص من نظام البعث، بعد أن رأوا حجم الاستنزاف الذي استهلك الشعب السوري والجيش والدولة، لكنهم يخافون النظام ويخافون بطش المنظومة الطائفية المتحكمة بالجيش والدولة، والكثير من العلويين والدروز والمسيحيين سئموا من نظام الأسد لكنهم يخشون اتهامهم بالخيانة والانشقاق عن الطائفة.

كل هذه العناصر سوف تتشجع عندما ترى مثل هذا الضابط ينشق عن الجيش وينضم للثوار، وهذا بكل تأكيد سيسرع من انهيار النظام وتفككه، ويجعلنا أكثر تفاؤلاً بقرب الحسم، وبالرغم من صلابة النظام الظاهرية إلا أنه عندما يصل حجم الانشقاقات داخل الجيش إلى ما يسمى بالـ"كتلة الحرجة"، وهو مصطلح أطلقه ثوار مصر على أعداد المتظاهرين الذين ضمنوا أن تبقى المظاهرات في الشارع، فعندها ستتسارع عمليات الانشقاق وتنتقل بشكل أوسع إلى داخل مؤسسات الدولة المدنية.

فإلى الآن ما زال الكثيرون من العاملين في المؤسسات المدنية التابعة للدولة يخشون الانشقاق خوفًا من بطش المؤسسات الأمنية للنظام، وأغلبهم ينتظرون اللحظة المناسبة للانشقاق والتمرد على نظام الإرهاب الذي يحكمهم ويحكم سوريا.

يجب على الثوار أن يركزوا على استقطاب العناصر والقيادات من داخل النظام، من كافة الطوائف والمذاهب والتيارات السياسية والمناطق الجغرافية، وفي لحظة معينة بعد أن يصل عدد المنشقين إلى حجم "الكتلة الحرجة"، سيتهاوى النظام ويسقط وللأبد.

هناك تعليقان (2):

أم كوثر يقول...

حبل الظلم لن يطول مهما بلغ من عدته وعتاده فسينهار ..
فالجيش الحر بدأ يرص صفوفه ويتسلح أكثر فأكثر والمهم هو زيادة الإنشقاقات التي من شأنها إضعاف النظام من الداخل أما التدخل الأجنبي قد يساهم في تعقيد الأمور وليس إلى حلها..
الشعب السوري له إرادة قوية ولقد إعتقد النظام أنه بإمكانه أن بكتم صوته من البداية وإخماد الثورة لم يعلم أن بذلك أجج الثورة وزاد زخمها

والمهم هو المعارضة في الخارج يكون لها دور فعّال ويجتمعوا ويتوحدوا على ما فيه خير سوريا لأن النصر مهم والأهم منه الثبات عليه حتى لا نفقده ولنا في أفغانستان أكبر الأمثلة يوم أن طلبوا منهم عدة جهات توحدوا قبل إسقاط كابل كونوا يدا واحدة لكنهم للأسف إختلفوا وضاع نصرهم ودخلت البلاد في دوّامة عنف أكبر من الإحتلال وجاء إحتلال آخر أكمل حرائم الإحتلال السابق..
اللهم فرّج همّ الشعب السوري وكن لهم السند والمعين..اللهم آمين

ياسين عز الدين يقول...

حياك الله أختي أم كوثر.

بالفعل فالمفتاح للانتصار هو الوحدة والانفتاح على أكبر قطاع ممكن من الشعب. غير ذلك يعتبر وصفة لتعقيد الوضع والانحدار نحو الحرب الأهلية.