بعد عملية الدهس في القدس، تبين أن الضابط القتيل هو
درزي، وهذا ما أصاب الكثيرين بخيبة مع وجود اجماع أنه "يستحق ذلك"، وهذا
يذكرني بمشاعر عامة الناس عندما يقتل درزي (أو أي عربي يخدم في جيش الاحتلال)،
فيكون مزيج من الخيبة والتشفي به.
لماذا هي خيبة؟ لأننا نفضل أن يقتل السيد لا أن يقتل كلب
حراسته، لكنها مشيئة الله وكله يصب في خدمة القضية وتحرير فلسطين سواء كان المقتول
كلب الحراسة أم سيده.
ما يستوقفني هنا هو الفطرة السليمة للناس فعدونا الأول
هو الصهيوني وكل ما دونه هم مجرد أدوات، والبوصلة لا يجب أن تحيد عن الهدف الأول،
هذه الفطرة ما زالت سليمة في الوقت الذي شوهت داعش وأخواتها فطرة الناس في الكثير
من البلدان.
بدلًا من التركيز على محاربة المحتل الأمريكي (ثم
الإيراني) في العراق، نجدهم يهتمون بقتال الأكراد و"الصحوات" وكل من
يخالفهم يسمى صحوجيًا حتى لو لم يكن كذلك، ونجدهم يفرحون بقتلهم أكثر من قتل العدو
الأول.
وفي سوريا نفس التلوث الذي أصاب الفطرة حيث أصبحت محاربة
جمال معروف أو الأكراد أو محاربة داعش للنصرة، هي الأولوية ومصدر الفرح والسرور،
أما إسقاط النظام فقد تراجع للخلف.
ودائمًا المدخل لهذا التلوث ولهذه اللوثة هي محاربة
العميل أولى من محاربة السيد، وفي النهاية ننشغل ببعضنا البعض، ونترك السيد بل
ونترك عملاؤه أيضًا وننشغل ببعضنا البعض.
بين داعش وداعس يكمن الفرق بين الفطرة المشوهة والفطرة
السليمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق