لاحظوا معي الآتي:
مفتي نابلس (التابعة لسلطة فتح) يصدر تصريحات شاذة تطلب
من الفلسطينيين حملة الهوية الزرقاء عدم زيارة الضفة، ولا يعاقب ولا يحاسب ولا
يراجع.
بعدها بأيام أجهزة أمن السلطة يوقف حافلة اشتبه بأن طلاب
جامعة بيرزيت الذين يستقلونها متوجهون إلى نشاط للكتلة الإسلامية نصرة للأقصى.
طلب من الطلاب حملة الهوية الزرقاء النزول وتم استجوابهم وفصلهم عن باقي الطلاب.
الخطاب الرسمي لحركة فتح تجاه قضية نصرة الأقصى يقول
الآتي: "نصرة الأقصى يجب أن تكون في القدس وليس رام الله والخليل"،
و"غزة يجب أن تنتصر للقدس لا أن تورطنا في الضفة"، هكذا بكل صفاقة
ووقاحة يرددون هذه العبارات بأشكال متنوعة في إعلامهم.
الأمر يتعدى كونه صدفة ونفسيات مريضة
و"محمضة"، والقائمين على السلطة حمير لا يخططون بل هنالك من يخطط لهم،
ويوجههم باتجاه اختلاق هوية ضفاوية منعزلة عن شعبهم.
وليس أسهل من اختلاق النعرات العنصرية ليمرروا مخططهم
القذر، ومن هنا يجب على أنصار المقاومة أن ينتبهوا للعبة الخبيثة، والابتعاد عن
الخطاب العنصري المناطقي، لأنه أمر مقصود تحرض عليه السلطة بتوجيهات من الاحتلال.
الضفة الغربية ليست شعبًا منفصلًا ولا هوية خاصة لأهلها،
بل هي مساحة جغرافية يتنازعها مشروعان: مشروع المقاومة ومشروع العمالة.
من أراد خدمة مشروع العمالة فليشجع اللغة العنصرية
المناطقية فهذا بالضبط ما يريدونه وما يحتاجونه، ومن أراد خدمة مشروع المقاومة
فليتكلم بلغة فلسطين وبلغة الإسلام، فالمقاومة توحدنا والمساومة تفرقنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق