بالنسبة لي لا أحبذ إعطاء أحكامًا مطلقة بمثل هذه
الحالة، لأن للرجل حسنات وله سيئات، وسأذكر إيجابياته وسلبياته حتى نأخذ صورة أكثر
واقعية عنه، بعيدًا عن لغة العواطف التي ترفعه إلى مصافي القديسين أو تهوي به إلى
قاع العمالة.
الإيجابيات:
أولًا: كانت القضية الفلسطينية بوصلته النهائية في قراراته وتصرفاته، رغم أنه حاد عنها في أكثر من معركة جانبية.
ثانيًا: ذكاؤه وقدرته على المناورة بالقضية الفلسطينية في ظل وجود تآمر دولي ورسمي عربي عليها.
ثالثًا: محاولته المزج بين العمل السياسي والعمل المقاوم، وقد لاقى نجاحًا في هذا الإطار إلا أن سلبياته التي سأتكلم عنها حدت من حجم النجاح.
السلبيات:
أولًا: كان فردي النزعة ولا يؤمن بالشراكة أو العمل الجماعي، لا على مستوى
التنظيمات ولا على مستوى الأشخاص داخل حركته.
ثانيًا: لم يكن رجل مؤسسات وأورث السلطة وحركة فتح تراثًا من الفوضى
التنظيمية والإدارية وعدم الانضباط.
ثالثًا: كان براغماتيًا بشكل تجاوز الحدود، وفتح الطريق لمن أراد السير على
طريق العمالة تحت مسمى البراغماتية.
رابعًا: أحضر مجموعة من الأشخاص ارتبطوا بالاحتلال (وعلى رأسهم محمود عباس
وعصابة المقاطعة)، وعلى عكس عرفات فبوصلتهم النهائية كانت رواتبهم ومصالحهم
الشخصية.
كان يسميهم "الجزم" التي نخوض بها المرحلة، لكن المرحلة انتهت وبقيت الجزم.
كان يسميهم "الجزم" التي نخوض بها المرحلة، لكن المرحلة انتهت وبقيت الجزم.
خامسًا: قادته نزعته الفردية وبراغمايته الفجة إلى خوض صراعات جانبية
استنزفت القضية الفلسطينية، ابتداءً من الصراع ضد النظام الأردني، ومرورًا بالحرب
الأهلية اللبنانية، والصراع ضد المنشقين عن فتح، وانتهاءً بقمع حماس وعدم
الاستفادة من جهدها المقاوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق