ما
فاجأني في حكم براءة
مبارك هو عدد المصريين المصدومين من الحكم، وكأنهم لم يكونوا يتوقعون الأمر.
وهذا يدل
على انعدام الوعي لديهم بما يدور حولهم، فالمشكلة لم تكن في شخص مبارك، بل في
النظام الموجود منذ أيام عبد الناصر، وبدون اجتثاث هذا النظام بأكمله (بالقوة أو
بالتفاهم) فلن يتغير شيء في مصر.
الجماعات
الثورجية التي تظاهرت بالأمس احتجاجًا على الحكم، عمقها الشعبي ضعيف لكن صوتها
عالي ولها نفوذ في أوساط النخبة المصرية، لذا بإمكانها أن تكون بيضة القبان التي
تقلب الميزان على الانقلاب.
إلا أن
استمرارها في ضلالها القديم، وتمسكها بعقيدة أخوة يوسف (اقتلوا الإخوان وكونوا من
بعدهم قومًا صالحين)، يجهض أي أمكانية لأن يكون حكم براءة مبارك نقطة تحول في مسار
الثورة المصرية.
الإيمان
بأنه يمكن إسقاط النظام بدون إخوان هو وهم مطلق، تمامًا مثل الإيمان بأن هنالك
انقلاب قريب على السيسي، ورغم إيماني بضرورة الاستفادة من كل جهد لإسقاط الانقلاب
إلا أنه لا يجوز بناء آمال أكبر من اللازم والرهان على هذه القوى الثورجية، فلا هي
تملك إمكانيات أكبر من إمكانيات الإخوان ولا هي تملك الرؤية والوعي الكافيين لتكون
فاعلًا أساسيًا بإسقاط النظام.