الاثنين، 3 أكتوبر 2016

حوال قرار المحكمة العليا بإلغاء الانتخابات في غزة


  
بالنسبة لقرار المحكمة العليا بإلغاء الانتخابات في غزة وإجراؤها في الضفة أريد الكلام عن الموضوع في ثلاثة محاور:

الأول: ماذا بعد؟

إما أن تبدأ السلطة بالترتيب لانتخابات جديدة مع الحرص على إخافة مرشحي وقوائم حماس أو مقاطعة حماس للانتخابات، بحيث تبقى البلديات "نظيفة" من أي وجود حمساوي.

أو ستماطل بإجرائها وتتذرع بالظروف إلى أن ينسى الناس الأمر.

مع العلم أن هنالك قضايا أخرى في المحكمة حول الانتخابات لم يتم البت فيها حتى الآن.

الثاني: موقف حماس

يجب أن تتجنب الحركة التعامل بردة الفعل فهذا ليس أول تلاعب للسلطة بالقوانين لصالح مزاجها.

الهدف من القرار هو تكريس معادلة خطيرة جدًا وهي أن "الضفة لحركة فتح وغزة لحركة حماس".

وبالتالي فمقاطعة حماس للانتخابات هي تأكيد لهذه المعادلة، يعني أن حماس قبلت أنه لا يحق لها الوجود بالضفة.

مشاركة حماس في الانتخابات ليست مجاملة لفتح حتى تقاطعها إن أخطأت فتح، بل هي إصرار على عودة حماس لجميع مناحي الحياة في الضفة.

وإن كانوا يريدون من حماس البقاء خارج العمل الشعبي والمجتمعي في الضفة فيجب على حماس الإصرار على دخولها.

برأيي يجب على حماس أن تدخل الانتخابات (إن أجريت) حتى لو لم تستطع إلا ترشيح قائمة واحدة، حتى تكسر المعادلة التي يريد الاحتلال والسلطة تكريسها، أي تحويل الضفة إلى مزرعة لمحمود عباس يتقاسمها مع المستوطنين.

طبعًا من البديهي القول أنه يجب على حماس والجميع رفض هذا القرار جملة وتفصيلًا، لكن المشاركة أمر آخر.

وأنا شبه متأكد أنه لو قررت حماس المشاركة فسوف تتراجع السلطة عن إجراء الانتخابات بشكل نهائي وستؤجل إجراءها إلى أجل غير مسمى.

الثالث: موقف السلطة

محمود عباس رفض إجراء المصالحة واشترط الانتخابات أولًا ثم المصالحة ثانيًا، والآن يأتي ويقول المصالحة أولًا والانتخابات ثانية.

المحكمة أجلت الانتخابات بحجة عدم مشاركة القدس والآن هي تقررها بدون مشاركة القدس ولا قطاع غزة.


ببساطة السلطة وحركة فتح يؤكدان أن من يقودهما هم صبيان بكل معنى الكلمة.

ليست هناك تعليقات: