الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

"ما بدنا نصير زي سوريا"


محمد قاد سيارته إلى العمل في الصباح، ساق بهدوء والتزم بقوانين السير، وصل بسلام وأمان.

علي استيقظ متأخرًا قاد سيارته بسرعة جنونية اصطدم بعامود كهرباء وأصيب بشلل وأصاب آخرين معه.

سعيد منذ الحادث أقسم على نفسه أن لا يركب سيارة في حياته حتى لا يتكرر معه ما حصل مع علي، فالسيارات تؤدي لحوادث مرورية.

سعيد أصبح يذهب لعمله يوميًا مشيًا على الأقدام، وليس مهمًا إن وصل متأخرًا، المهم أن لا يكون مثل علي.
في يوم من الأيام وهو متوجه لعمله مشيًا على الأقدام ضربته سيارة مسرعة وتوفي.

السيارة وسيلة كي ننتقل من مكان إلى آخر وليست شر مطلق ولا خير مطلق، إن أحسنت استخدامها كانت خيرًا وإن أسأت استخدامها كانت شرًا.

وكذلك الثورات هي وسيلة لمحاربة العصابات التي تخطف بلداننا، والأخطاء التي حصلت في سوريا ليست أنهم حملوا السلاح في وجه الأسد، بل هي أخطاء كان من الممكن تلافيها، وعلى رأسها أن العقلاء ترددوا في استخدام السلاح، مما أتاح المجال للسفهاء (داعش والقاعدة) للدخول على خط الثورة وتخريبها.

يجب التعلم من أخطاء الثورة السورية وغيرها من الثورات، والتعلم لا يكون بالقياس السطحي والساذج.

وفي النهاية فإن رفض حمل السلاح ضد السيسي لن يقود إلى مصير أفضل من الشعب السوري، فبشار الأسد يخرب سوريا بطائراته وبراميله المتفجرة، والسيسي يخرب مصر بطرق شتى لا تخفى على العين.

وفي النهاية لن يفر الشعب المصري من دفع الثمن، لكن هنالك فرق أن تدفع الثمن وأنت ساكت أو متذمر، وبين أن تدفع الثمن وأنت تحاول التغيير، على الأقل سيكون هنالك أمل بمستقبل أفضل.


ليست هناك تعليقات: