البعض تهجم على مسيرات العودة عند الجولان في ذكرى النكبة، واليوم عاد وكرر الهجوم على المسيرات والمواجهات المستمرة عند الحدود. والتهجم لا يتعلق بجدوى مثل هذه التحركات وهو أمر يمكن نقاشه في مكان آخر، لكن هي مزاعم بأن هذه المسيرات هي مخصصة للتغطية على جرائم النظام السوري.
هل هذا الكلام يدين النظام السوري؟ أم أنه يدعم موقفه وأنه حامي المقاومة؟ لا أدري بماذا يفكر به هؤلاء الأشخاص عندما ينساقون وراء الدعاية الصهيونية التي تريد تلطيخ مسيرات العودة ووصمها بأنها لعبة النظام السوري.
قد يكون للنظام السوري حساباته الخاصة بالسماح بخروجها، لكن هل من يضحي بحياته من اجل العودة إلى وطنه أصبح جزءاً من أجندة نظام؟! ما يضر الثورة السورية لو خرجت مئة مسيرة مماثلة؟ لماذا يضع من يدعمون الثورة السورية أنفسهم في نفس الصف الذي يقف فيه الكيان الصهيوني؟ ألا يشوهون بموقفهم هذا الثورة السورية.
بعد مسيرة العودة يوم النكبة هل توقفت الثورة السورية؟ أم أنها استمرت واشتد عودها؟ كيف يفترض البعض بأن مسيرات العودة تغطي على الثورة السورية؟ أم أنه كلام إنشائي لا يقدم ولا يؤخر؟
الطامة أن النظام السوري وماكنته الاعلامية لم ينجح بتسويق نفسه على أنه راعي المقاومة من خلال هذه المسيرات، فيأتي من يزعمون أنهم أعداءه فيقدموا له هذه الخدمة على طبق من ذهب!!
يوجد أكثر من طرف في المعادلة:
الكيان الصهيوني وهو معني بالربط بين مسيرات العودة وبين النظام السوري حتى يقول أمام العالم بأنه مظلوم وأنه لا يحق للفلسطيني العودة إلى أرضه.
النظام السوري وهو مسرور بربطه بمسيرات العودة لأن هذا يعزز مزاعمه بأن هنالك مؤامرة أمريكية عليه بسبب دعمه للمقاومة.
الثورة السورية والربط بين هذه المسيرات والنظام يضرها لأنه يظهر الثورة وكأنها الطعنة في ظهر النظام المقاومة.
القضية الفلسطينية والشباب الفلسطيني المتحمس للعودة والربط بين تحركهم وبين ما يحصل في سوريا يضر بهم ويسخف من تضحياتهم.
سلطة رام الله وفتح التي تريد الربط بين النظام ومسيرات العودة حتى تبرر قمعها للمسيرات المماثلة في الضفة.
هؤلاء المستفيدين والمتضررين من الربط بين مسيرات العودة والنظام السوري، وأنت حر باختيار الطرف الذي تريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق