الأنجليز لم يحتلوا بلادنا بالماء والملح، والأمريكان لم يقصفوا العراق بالورود.
والصهاينة لم يحتلوا أرضنا بالدبكة الشعبية، ولم يطردوا أجدادنا بمسيرات الشموع.
إذًا لِمَ يظن البعض أن الدبكات الشعبية ستعيد لنا حيفا ويافا، وأن شرب الماء والملح سيحرر أسرانا؟
إن لم يكن عجل الكاوشوك في وسط الشوارع الالتفافية فلا قيمة لكل ما تقومون به، حاربوهم كما حاربوكم.
ولتسقط الشموع وليعش عجل الكاوشوك.
هناك تعليق واحد:
هل قال أحد المتضامنين بهذه الأشكال أنها ستحرر الأسرى؟ هل قال أحد الكتاب أن الكتابة عن الأسرى ستحررهم؟
وإن كنت تقول عن مثل هذه الأمور أنها لن تحرر الأسرى فهناك من يقول نفس الشيء عن رمي الحجارة وحرق العجلات بل وحتى عن العمليات الفردية، أو قد يقول أنه لا يمكن استعادة حيفا ويافا إلا بجيوش عربية وإسلامية، بل هناك من صار يرى أن الاحتلال هو الذي يستفيد إعلاميا وسياسيا من المقاومة لأنه يستغلها في الربط بين كلمة فلسطيني وبين إرهابي ومخرب وكاره للحياة، ويتخذها ذريعة للقتل والاعتقال والهدم والتفتيش والسرقة والحصار والإبعاد والتوسع الاستيطاني.
الدبكة والشموع والماء والملح والكتابة وغيرها مداخل لجذب أشخاص من مختلف التوجهات نحو القضايا المهمة، وهي في نفس الوقت تدحض ادعاء من يدعي أنه لا يملك إلا الدعاء، وتراعي اختلاف القدرات بين الناس. هل تتخيل ما سيحصل إن قام كل عشرة أشخاص بجهد شخص واحد مثل خضر عدنان؟ فلو أن كل واحد بذل شيئا من وقته وجهده لأجل التعريف بالأسرى وأعمالهم النضالية والثقافية والاجتماعية ولتحفيز غيره على التحرك وإعلان التضامن وعلى مساعدة أهالي الأسرى في شؤونهم اليومية وعلى مقاطعة الشركات الصهيونية والشركات الداعمة للصهاينة والحكومات المتعاقدة معها فلن يضطر أحد لإغلاق الشوارع لتذكير الناس بأن الأسرى مضربون عن الطعام منذ شهر. وهذا يبين قدر التقصير في أمور بسيطة غير مكلفة ماديا ولا تؤدي غالبا إلى الاعتقال، ويبين الحاجة إلى بناء القاعدة الشعبية التي تتمسك بالثوابت وتوقن بالنصر وتساهم في التحرير.
إرسال تعليق