في الوقت الذي نرى جرأة عالية لدى الثورات المضادة في العالم العربي، مثل ما نراه في الحملة الإعلامية الفجة ضد قطر، أو تشديد الحصار على حماس بمشاركة السلطة وبشكل علني ومفضوح.
فإننا في المقابل نرى ترددًا لدى تحالف الثورات في مواجهة خصومهم؛ فعلى سبيل المثال يقوم النظام الانقلابي في مصر بدعم حفتر في ليبيا (الغرب)، والمتمردين في السودان (الجنوب)، وحصار غزة (الشرق)، لكن لا نرى جهودًا للإطاحة بالانقلاب في مصر فلو نظم الإخوان مقاومة مسلحة ضد الانقلاب ودعموا بشكل علني أو سري من السودان وليبيا وحماس، فستتغير المعادلة ويتحولون من الدفاع إلى الهجوم.
الثورات المضادة لديها قرار بتصفية كل الدول والجماعات التي دعمت الثورات العربية، والإخوان وحماس وقطر وتركيا كلها على قائمة التصفية، ولن تتوقف الثورة المضادة إلا بتصفية كل خصومها، فهذا ما نقرأه من تصرفاتها.
لأن الثورة المضادة تدرك أنه إن لم تستغل المرحلة الحالية فستنجو القوى التي دعمت الثورات وستشن هجومًا مضادًا في الوقت المناسب، وستنتهي في نهاية المطاف كل أنظمة الثورة المضادة ومصالحها الخاصة ومصالح الفئات التي تدعمها.
فهل تدرك القوى الثورية حجم الهجوم عليها وضرورة امتلاكها الجرأة في محاربة الهجمة وابتكار أساليب جديدة والمغامرة بخطوات قد تنجح وقد لا تنجح، بدلًا من انتظار الذبح والتصفية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق