مع حلول شهر رمضان المبارك يسعى الكثيرون للوصول إلى المسجد الأقصى ونيل أجر الصلاة فيه، وخصوصًا مع ما تسمى التسهيلات التي يقدمها الاحتلال، وهي في الأصل حقوق لنا لكن يمنون علينا بها، ويأتي رمضان هذا العام في ذروة الهجمة التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى.
استطاع الصهاينة خلال العامين الأخيرين حصار المرابطين وإخراجهم من المسجد الأقصى ليخلوا لهم الجو من أجل تهويد الأقصى، ودخول أفواج كبيرة من المستوطنين وبعضهم يؤدي الصلوات اليهودية داخل باحات الأقصى (رغم أنه ما زال حتى الآن بشكل غير رسمي وغير علني).
وربما يتساءل المرء ما فائدة زيارة الأقصى إن كانت تحت شروط الاحتلال ووفق مزاجه؟ ألا يعتبر ذلك إقرار له بحقه المزعوم في الأقصى؟
والإجابة على ذلك بأن تواجدنا في الأقصى هو حق وواجب علينا حتى نحافظ على طابعه الإسلامي، وفي نفس الوقت لا يجوز أن نتقيد بالسقف الذي يضعه لنا المحتل، بل يجب أن نحارب من أجل حقنا في الأقصى.
وهنا استذكر الشهيد محمد الكسجي الذي أتى إلى فلسطين بفيزا سياحة من أجل أن ينفذ عملية ينتصر فيها للأقصى وحقنا فيه، مثله مثل الشاب الذي وصل للأقصى (بتصريح أو تهريب) وتصدى للمستوطنين عندما رآهم يدنسون ساحاته.
الأقصى لنا، والقدس لنا، وحيفا ويافا لنا، عندما نكون في هذه المناطق فنحن لسنا ضيوفًا نلتزم بتعليمات صاحب البيت، بل نحن أهل الدار ونحن من نضع قوانينها.
وبالتالي فأعظم مراتب نصرة الأقصى أن نحميه من تدنيس الاحتلال، وليس فقط أن نتواجد فيه ونؤدي فيه الصلوات والعبادات.
أما من يطالبون بالهدوء في الأقصى والقدس حتى لا نغضب الاحتلال، فهذا هو الإقرار بحق الاحتلال في الأقصى، وهذا ما نرفضه، وإلا فسكوتنا سيشجع الاحتلال على المزيد من خطوات التهويد وتدنيس المسجد الأقصى.
وطالما سكتنا فلن يجد الاحتلال حرجًا من تحويل الأقصى إلى الهيكل المزعوم، ووقتها سيقال لنا يسمح لكم بزيارة الهيكل، ووقتها يتحمل المسؤولية كل من سكت عن ممارسات الاحتلال.
صاحب الحق يطالب بحقه ولا يخجل ولا يخاف، أما الجبان فقد ضيع حقه وحق غيره والساكت عن الحق شيطان أخرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق