تعددت الآراء حول مشاركة حماس وأنصارها في الانتخابات البلدية، على اعتبار تلاعب السلطة بالقوانين والإجراءات بما يناسب مقاس حركة فتح، فضلًا عن الترهيب الأمني المزدوج (السلطة والاحتلال).
ولكل من المعارضين للمشاركة والمؤيدين حجج وجيهة ويعتد بها، لكن بما أن حركة حماس قررت المشاركة بالطريقة التي أعلنت عنها في بيانها، أي من خلال دعم قوائم معينة في بعض المناطق، فالأصل أن يلتزم أبناء الحركة ومؤيدوها وأنصارها بقرار الحركة الواضح.
ولا يقبل بعد اتخاذ القرار تعدد الاجتهادات، وإلا فلا داعي لوجود مؤسسات تنظيمية ولا للعمل المؤسسي، ولا داعي لكل عبارات الغزل والدعم والتأييد للحركة والتفاخر بماضيك فيها، ما دمت ستخذل قرارها ورهانها على خطة معينة.
يجب أن تعمل على إنجاح ما تسعى الحركة لإنجازه، وأن لا تكون عونًا لخصومها، إلا أن كنت تعتبر نفسك لا تنتمي لها أو لا تؤيدها فهذا شيء آخر.
حماس ستدعم قوائم مستقلة في العديد من المناطق، وبالأخص المدن الكبرى، وبإحصائية سريعة ستجري الانتخابات في 82 مجلس بلدي و63 مجلس قروي، عدد سكانها 1.8 مليون نسمة.
وفي المقابل حسمت 181 بلدية ومجلس قروي بالتزكية (لأسباب مختلفة)، ورغم أن فتح ستزعم أنها الفائزة في هذه المجالس البلدية إلا أن غالبيتها مجالس ذات طابع عشائري أو توافقي بين أهالي البلدات، وعدد سكان هذه البلدات هو 563 ألف نسمة.
وهناك عدد أقل من المجالس القروية لم يترشح فيها أحد لاعتبارات مختلفة.
ومن بين البلديات الـ19 الأكبر في الضفة ستدعم حماس قوائم في 11 بلديات* منها على الأقل منها، وعدد سكان البلديات الـ 19 هو مليون نسمة أي أكثر من نصف سكان المناطق التي ستجري فيها الانتخابات.
فضلًا عن العديد من القوائم في البلدات الأصغر حجمًا، وربما هنالك قوائم في بعض الأماكن تنطبق عليها مواصفات حماس (الكفاءة والنظافة الوطنية معًا)، لكن لم تصل إليها الحركة.
لذلك لا تستهينوا بأنفسكم وبقدرتكم على التأثير، وكل شخص يستطيع أن يسأل في منطقته عن القائمة التي ستدعمها الحركة، وإن لا يوجد فليجتهد وليدعم القائمة الأفضل من حيث الكفاءات والنظافة الوطنية (معًا).
لا تكن سلبيًا ولا تكن عبئًا على حركتك، فإن لم تنصر حركتك في الانتخابات، فلن تنصرها في مواقف الشدة.
*ملاحظة: من بين البلديات الـ10 الأكبر ستدعم حماس قوائم في 8 (وربما 9) منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق