الخميس، 11 مايو 2017

ما الذي استطاعت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت فعله ولم تستطعه في الجامعات الأخرى؟


يعتبر الكثيرون أن فوز الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت مرده إلى وجود عملية انتخابية نزيهة، بحكم إدارة الجامعة المحايدة، كما أن أخطاء الشبيبة الفتحاوية الرهيبة في الدعاية الانتخابية خدمت الكتلة الإسلامية للعام الثالث على التوالي.

لكن هذا برأيي لا يفسر وحده الفرق في أداء الكتلة بين بيرزيت وبقية الجامعات، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أمرين:

الظروف الأمنية من ملاحقة السلطة والاحتلال هي ذاتها في بيرزيت والنجاح والخليل والبوليتكنك، والاختلاف فقط في تعامل إدارة الجامعة.

وضغط الاحتلال والسلطة أكبر من أي تضييق ممكن أن تمارسه الإدارة.

البيئة الاجتماعية في بيرزيت مختلفة وهي ليست في صالح الكتلة، حيث هنالك نسبة من الطلاب المسيحيين، ونسبة أخرى من المنتمين لبيئة علمانية بعيدة عن القيم الدينية، ورغم أنهم لا يشكلون نسبة كبيرة في الجامعة لكنهم يؤثرون ويصعبون من عمل الكتلة الإسلامية، المضطرة لبذل جهد مضاعف لكسب هذه الشرائح.

بالتأكيد هنالك عوامل كثيرة بالإمكان الكلام عنها مثل قدرة الكتلة الإسلامية على تقديم خطاب منفتح على جميع قطاعات المجتمع، أو الدور المتقدم لفتيات الكتلة وكسر الكثير من محظورات الجماعات الإسلامية، بالإضافة لاستمرار وجود الكتلة الإسلامية في الساحة الجامعية وفي العملية الانتخابية.

لكن العامل الأهم برأيي هو قدرة الكتلة الإسلامية على كسر حاجز الخوف عند جمهور مؤيديها، وتقديم خطاب الواثق من نفسه وليس خطاب الضحية المضطهد.

الناس لن ينتخبوك ولن يدعموك في أي شيء (وليس فقط الانتخابات) ما لم تثبت لهم أنك على قدر المسؤولية، وقادر على العمل في الظروف الموجودة، لماذا تريد أن تكون قائدًا وأنت تطالب الناس بحل مشاكلك؟ أنت القائد وأنت المفروض أن تحل مشاكلك ومشاكلهم.

وهذا هو مفهوم "القوي الأمين" فالناس يميلون بفطرتهم لهذا النوع من القادة.

أما الشكوى المستمرة من تجاوزات السلطة الأمنية فستجلب لك تعاطف الناس لكن ليس ثقتهم ولا دعمهم، كما أن ذلك يخيف الناس ويردعهم عن دعمك خوفًا من أن يتعرضوا للأذى مثلك.

في النهاية ربما لإدارة جامعة بيرزيت النزيهة دور حاسم في إعطاء الكتلة الإسلامية الفرصة للمنافسة في جو ديموقراطي مقبول، وربما أخطاء الشبيبة ساعدت الكتلة، لكن في النهاية هذه عوامل خارجية لا يمكن التحكم بها.


ما يجب أن يهتم به أبناء الكتلة الإسلامية هو العوامل الداخلية لأنهم يستطيعون التحكم بها، يستطيعون تغيير طريقة تعاملهم مع جمهور الطلبة والانفتاح عليهم، ويستطيعون تغيير خطابهم الإعلامي والظهور بمظهر القوي الواثق من نفسه، وما إلى ذلك.

ليست هناك تعليقات: