حتى نستوعب جيدًا أن وجودنا الفلسطيني في الضفة مهدد حتى لو لم نفعل شيء ضد الاحتلال.
أولًا: بالأمس هدمت ودمرت قوات الاحتلال عددًا من "المشاحر" في بلدة يعبد بجنين، لأن المستوطنين تذمروا من الدخان المتصاعد من هذه المشاحر.
يعمل أهل يعبد منذ مئات السنين في صناعة الفحم النباتي، وهذه المشاحر توارثوها جيلًا بعد جيل، لكن المستوطن الذي قدم بالأمس تضايق منها، وتم تدميرها وتدمير رزق عشرات ومئات العائلات الفلسطينية من أجل راحة المستوطن الدخيل.
ثانيًا: قام نشطاء صباح اليوم الجمعة ببناء خيم في قرية خربة صارورة المهجرة، هل تعلمون متى هجر الاحتلال أهل هذه القرية التي تقع قرب يطا؟
عام 1998م أي عندما كانت اتفاقية أوسلو في أزهى أيامها، وعندما كانت عمليات المقاومة في الحضيض، لكن الاحتلال يريد شيئًا واحدًا فقط "خلع الفلسطيني من هذه الأرض".
والأمثلة كثيرة جدًا، والاحتلال يريد التضييق علينا شيئًا فشيئًا حتى نصبح أمام خيارين: أما أن يعمل شبابنا في تنظيف شوارع المستوطنين وفتايتنا في تنظيف مراحيض المستوطين وملابسهم الداخلية، أو الهجرة للخارج من أجل البحث عن حياة أفضل.
إن لم نستوعب المعادلة بالشكل الصحيح، فسنوف نستمر بالقلق من تأخرنا بسبب مواجهات على هذه الطريق، أو حرماننا من التصاريح بسبب عمليات المقاومة.
إن لم ندفع ثمن المقاومة اليوم فسندفع ثمن الهزيمة غدًا: ذلًا وإبادة بطيئة وموت تدريجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق