في مثل هذا اليوم قبل 17 عامًا كان الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان كما تزامن مع إضراب الأسرى وقتها والذي رافقته انتفاضة صغيرة في الضفة والقطاع.
كان الانسحاب من جنوب لبنان واحد من بين حوافز كثيرة شجعت على انطلاق الانتفاضة بعد ذلك بشهور قليلة، كما كانت انتفاضة الأسرى التي استمرت أسبوع بمثابة التحضير للانفجار الأكبر.
هل انتفاضة الأسرى اليوم تحضير لانفجار أكبر نراه قريبًا؟ هنالك عوامل تجعلها قريبة وعوامل مضادة أخرى تجعلها بعيدة.
العوامل التي تجعلها بعيدة أن عباس ليس مثل عرفات وهو لا يؤيد أي انفجارات كبيرة أو صغيرة، كما أن الناس استنزفوا (خاصة الجيل الأكبر سنًا) بعد 30 عامًا من الانتفاضات المتتالية (تخللها أعوام قليلة من الهدوء النسبي)، وأخيرًا أن أوسلو جعل شريحة كبيرة من الشعب (موظفي السلطة) مرتبطة بوجود السلطة، ووجود السلطة مرتبط بوجود الاحتلال.
أما التي تجعلها قريبة فهي انسداد مشروع السلطة السياسي، وحملة التهويد المسعورة في الضفة التي باتت تمس حياة الناس الشخصية، وأخيرًا هنالك انتفاضة القدس، وهي انتفاضة على نار هادئة تساهم ببث الروح القتالية في صفوف الشباب وإن كان ذلك يتم ببطؤ بسبب المعيقات المذكورة أعلاه، في حين كانت الأمور عام 2000م قبل انتفاضة الأقصى شبه هدوء تام.
ما بين المعيقات والمحفزات فالمقاومة الذكية هي القادرة على الاستفادة من المحفزات وتعزيزها وتجاوز المعيقات وصولًا للحظة الانفجار التي ستغير معادلات الكثيرين في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق