اضطرت قطر
لإغلاق "الجزيرة مباشر مصر" وتغيير سياستها الإعلامية تجاه الانقلاب في
مصر، نتيجة ضغوط السعودية
والمنظومة الخليجية، وهذا طبيعي فقطر لها حدود للتحمل وهي ليست دولة
عظمى.
في المقابل هل الثورة تصنعها قناة فضائية؟
هل قطر ستصنع الانتصار للشعب المصري؟
لماذا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل؟ الدور
الذي لعبته الجزيرة هو دور داعم للثورة المصرية، لكن اسمه دعم، أما الفعل الرئيسي
فهو ما يحصل في الميدان.
لم يستفد ثوار مصر من المساعدة القطرية
كما يجب، لأسباب كثيرة ومتنوعة، وهذه تحيلنا إلى أن فشل الثورة وانتصار الانقلاب أوصلنا
إلى إغلاق فضائية الجزيرة مباشر، وليس العكس.
قطر قد تعيد سياستها تجاه مصر إلى سيرتها
الأولى، في اللحظة التي تتغير فيها الموازين على الساحة المصرية، وليس كما يتصور
بعض الناس أن الثورة ستفشل (وكأنها لم تفشل بعد) لأن قطر أغلقت فضائية.
الحياة ليست إعلام، الحياة هي الميدان هي
الفعل هي الممارسة، من هنا يجب أن تبدأ معالجة الأمور في مصر، وليس تعليق الفشل
على شماعات مختلفة ومتنوعة.
ويبقى أن نفهم الخطوة القطرية في إطارها
الصحيح، فقطر لم تقفز من موقع إلى موقع مضاد، وفي السنوات الماضية وعند كل محطة
كانوا يخرجون علينا بأن قطر باعت حماس وباعت الإخوان، وأن قطر تهتم بمصلحتها فقط،
وبعد فترة يتبين أن لا تغير استراتيجي في السياسة القطرية.
اتفهم مسارعة الثورة المضادة وأذنابها
لتصيد المواقف القطرية، لكن ماذا عن أنصار المقاومة والإخوان المسلمين؟ هل السذاجة
تأخذكم لتصدقوا كل ما ينعقه الغربان؟
قطر لها رؤية وسياسة لا نتفق معها تمامًا
لكن نتقاطع في كثير من الأمور، واضطرارها لأغلاق فضائية أو إسكات القرضاوي أو
الطلب من قادة الإخوان مغادرة أراضيها لا تعني أنها غيرت من استراتيجيتها
وتحالفاتها.
وكلها مواقف لو تلاحظون إعلامية اضطرت
لتقديمها حتى تخفف من الضغوط السعودية والخليجية، ولو أرادت الانقلاب لانقلبت منذ
زمن، وليست بحاجة لكل هذا التمهيد.
لحد الآن ما أقدمت عليه قطر هو تحت الضغط
ولا تشير إلى تغيرات استراتيجية في سياسة الدولة القطرية.
هنالك فرق بين من لا يأكل الميتة إلا
مضطرًا، وبين السكير المخمور الذي لا يأكل إلا لحم الخنزير وما حرمه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق