السبت، 13 ديسمبر 2014

زيارة ممثل الجهاد الإسلامي في اليمن إلى الحوثيين





انتشرت صور زيارة ممثل الجهاد الإسلامي في اليمن إلى الحوثيين وتقديمه لهم درع الحركة، في زيارة لم نعرف عن تفاصيلها الكثير سوى أنها حصلت ويوجد صور!

ومن نشر الخبر وقدمه لنا هو فضائية العربية، والتي تغاضت عن أن الزيارة جاءت ضمن عدة زيارات للمثل الجهاد في اليمن إلى كافة الأحزاب السياسية في اليمن، لكن زيارة الحوثيين وحدها كان ما لفت نظر الفضائية.
ولأسباب حزبية ضيقة احتفل بها بعض مؤيدي حماس والإخوان وبدأوا حفلة ردح لحركة الجهاد الإسلامي.

وهنا لا بد من التأكيد على عدة أمور حتى لا نكرر أخطاء الماضي القريب، ففي البداية نشير إلى أن الاعتراض على الزيارة لم تأت من خصوم الحوثيين في اليمن، وهم "جماعتنا" أي الإخوان المسلمين، بل من فضائية عميلة تنفذ سياسة السعودية والإمارات.

وهذه الفضائية والمنظومة الإعلامية الخليجية استمرت تحذر من خطر الحوثيين إلى أن أطيح بعلي عبد الله صالح، وأصبح الإخوان في صدارة المشهد الثوري اليمني، وبعدها أصبحت هاتين الدولتين في طليعة داعمي الحوثيين.

ولأن المطلوب بث الشقاق بين حماس والجهاد الإسلامي، فجأة تذكروا من جديد أن الحوثيين شيعة وأنهم خطر على الأمة، وسلطوا الأضواء على هذه الزيارة، حتى يلهونا بصراعات جانبية مثل ما ألهونا بالحملات على مرسي واتهامها بالولاء لإيران، ومثلما ألهونا بوجود حماس في سوريا.

استمرت حملة التحريض ضد وجود حماس في سوريا، وبعد ما خرجت أصبحت نفس الجهات التي تكلمت عن إجرام الأسد تتكلم اليوم عن ضرورة إصلاح النظام السوري من الداخل دون الإطاحة بالأسد.

والأكثر من ذلك أن ما صوره البعض لنا من أن نظام الأسد صامد فقط بسبب وجود حماس في دمشق، تبين أنه لم يكن إلا كلامًا فارغًا، والثورة السورية تراجعت بعد خروج حماس بدلًا من أن تنتصر (طبعًا لأسباب كثيرة لا علاقة لحماس بها)، والفائدة الوحيدة من خروج حماس كانت محاصرة الحركة وعزلها وحصارها في غزة، وهي فائدة نعلم جيدًا من كسبها.

واليوم تصوير الأمور وكأن انتصارات الحوثيين ستتعزز بزيارة الجهاد الإسلامي هو تكرار لنفس الهراء، وأكثر من ذلك فجميع الأطراف في اليمن تتواصل وتجتمع مع الحوثيين بمن فيه خصومهم وبمن فيهم أعداؤهم من الإخوان المسلمين.

افتعال حملة إعلامية ضد الجهاد الإسلامي بسبب هذه الزيارة لن يقوي السنة في اليمن ولن يقوي الإخوان المسلمين، وإنما ستكون له تداعيات سلبية على المقاومة في فلسطين، وحماس لا تفتقر إلى الخصوم والأعداء، وبالتأكيد لا تفتقر لحرب إعلامية مع الجهاد الإسلامي.

وفوق ذلك فالخاسر الأكبر هو التيار الإسلامي بكافة ألوانه وأطيافه، من إخوان اليمن إلى حماس إلى الجهاد الإسلامي، لأن الردح الطائفي والتخوين والشتم كله يضر الطرفين، ولا يضر طرفًا دون آخر، وهذا بالضبط ما تريده العربية من نكش عش الدبابير، أن ينشغل الإسلاميون ببعضهم البعض لكي تشوه صورتهم أمام عامة العرب والمسلمين، ويتولد حقد على كل ما هو إسلامي.

والسؤال إذا كانت العربية تستشعر خطر الحوثيين فلماذا تدعمهم إعلاميًا؟ لماذا لم تشعر بخطرهم إلا من زيارة الجهاد الإسلامي؟ ولماذا نخطئ دائمًا نفس الخطأ ونكون مطية للعبة العلمانيين القذرة؟ لماذا نلعن النظامين السعودي والإماراتي ليل نهار وفي نهاية المطاف ننفذ مخططاتهم بكل غباء وسذاجة؟ لماذا نلدغ دومًا من ذات الجحر؟

تصرف الجهاد الإسلامي بغض النظر عن مبرراته يفتقر للحكمة والذكاء لكن إن كانت الحركة غبية فهل نهدم المبنى على رؤوسنا ورؤوسهم؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أليس من الاجحاف يا أستاذ أن تصف حركة الجخاد بالغباء ، فقط كونها التقت بربيبة إيران ، في حين أبو عبيدة قدم الشكر والامتنان لإيران !! الماما للحوثيين
إن كان التصرف صادر من حركتك فهو تصرف حكيم وذكي ورزين وبليغ ووو....وإن كان التصرف صادر من حركة الجهاد فهو غباء!!!!
قمة الحزبية الضيقة المقيتة ، على فكرة عادي أن يقدم أبو عبيدة الشكر لمن دعمه ، ليس لانه ذكاء أو حكمة ، بل لانها لغة المصالح ، والكل يمارسها حتى عباس يمارسها