أن تنتقد مرسي أو الإخوان على موقف أو
قرار معين يسمى تصحيحًا ونصيحة.
وأن تفترض أن الإخوان ومرسي مجموعة من
الهبلان وتفسر كل خطوة بأنها سذاجة وخطأ وغباء وجشع، وتتحاشى الكلام عن ما يظهر
بشكل واضح أنها قرارات صائبة وذكية فهذه اسمها فلسفة محمضة (إن أحسنا الظن بك).
عندما يطلب مرسي جلسة سرية في المحكمة
لأنه سيقول أسرار خطيرة فهل تظن أنك وحدك الذي تعرف أن الانقلابيين لا تجدي معهم
الجلسات السرية؟ ومن قال لك أصلًا أن مرسي يمتلك أسرارًا؟ ألم يخطر ببالك أنها
مجرد حركة منه ليحرج الانقلابيين وأنه لا أسرار لديه ولا ما يحزنون؟
هل تظن حقًا أن مرسي عندما كان رئيسًا كان
مطلعًا على أسرار جيش المكرونة والكفتة؟ وهل أسرارهم أصلًا أسرار؟ السر الوحيد
الذي يملكونه (غير سر صباع الكفتة) هو سر مهنة الفساد والسرقة والنهب وهذه تأكد
أنهم لم يطلعوا مرسي عليها.
هل تظن أن الإخوان أو مرسي حقًا تسلموا
الحكم وتسببوا بعودة النظام السابق للحكم بأخطائهم؟ إن كنت تظن ذلك، وإن كنت تظن
أن مرسي كان يثق بالسيسي عندما اختاره وزيرًا للدفاع فأنت باختصار لم تتعلم الدرس
حتى الآن، وأنت الساذج فعلًا وحقيقةً.
النظام السابق لم يغادر الحكم ولو لدقيقة
واحدة، ومرسي والإخوان حاولوا انتزاع ما يمكن انتزاعه من النظام السابق وفشلوا في
ذلك، وهنا الفرق دقيق ومهم: فهم لم يفشلوا بإدارة مصر بعد زوال الحكم القديم بل
فشلوا بإزالة الحكم القديم، والسذج الذين ظنوا أن مرسي هو الآمر الناهي وكانوا
يشوشون عليه طوال فترة حكمه، يتحملون وزر عدم تمكن الإخوان من إزالة الحكم القديم.
مرسي لم يكن لديه خيارات كثيرة عندما
اختار السيسي، وكل البدائل كانوا من عينة السيسي، ولو جاء الفرنسيسي مكان السيسي
لقام بنفس الشيء أي الانقلاب، ولو أراد مرسي تعيين حازم أبو إسماعيل وزيرًا للدفاع
هل كان سيمر على الجيش والنظام القديم بدون اعتراض؟
انظروا ماذا حصل عندما حاول مرسي إزاحة
المدعي العام وعندما حصن القرارات الدستورية التي أقرها، والتي ثار أغلبكم يومها
عليها وقلتم مرسي يريد أن يكون ديكتاتورًا، فهل كان ساذجًا أم كان يسعى لتغيير
المعادلة مع العسكر؟ من هو الساذج هو أم أنتم؟
واليوم لا يملك شيء مرسي وهو في السجن،
وأراد أن يلعب بالإعلام ويتظاهر بأن لديه شيء سري، ولا أراها لعبة موفقة لكن لا
أقول عنه ساذج وأهبل، بل الساذج والأهبل من ظن أن لدى جيش المكرونة أسرار فعلًا
وأن مرسي حريص عليها ولا يريد أن يقولها أمام الإعلام.
للإخوان أخطاء و"لنشتاء"
الفيسبوك خطايا، والإخوان قد يعترفوا بأخطائهم لكن "نشتاء" الفيسبوك
معصومين عن الخطأ، وتشخيص الخطأ بشكل دقيق هو ما يهم أما أن تقول الإخوان أخطأوا
فهذه لا تحتاج لمجهود عقلي، لكن ما هي الأخطاء وما هو العلاج؟ هنا يكون التميز بين
الأهبل والعبيط وبين الفاهم صحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق