استشهاد القيادي الفتحاوي ورئيس لجنة
مقاومة الجدار والاستيطان زياد أبو عين يجب أن تضع النقاط على الحروف، وأن تصوب
المسار الفلسطيني بعد انجرافه إلى صراعات جانبية في السنوات الأخيرة.
ربما يُشكِل على الناس أن يكون الشهيد
جزءًا من سلطة التنسيق الأمني وفي نفس الوقت مقاومًا للمحتل استشهد في الميدان على
يد جنود لاحتلال.
في حال حررنا أنفسها من شرنقة الحزبية
الضيقة ونظرنا إلى الهم الأكبر أي تحرير فلسطين، وقتها فقط يمكننا أن نفهم الأمور
بشكل أفضل.
وقد قلتها أكثر من مرة أن فتح ظاهرة معقدة
ومركبة، وحتى النظر إلى فتح على أنها قسمين (شرفاء وعملاء) لا تسعفنا بتفسيرات
مقنعة.
ما يهمنا هو أن حماس هي مشروع من أجل
تحرير فلسطين، وكل ما يصب في خدمة هذا الهدف فيجب أن ندعمه وأن نقف إلى جانبه،
والشهيد كان يواجه الجنود صباح اليوم وضمن مشروع مقاوم (حتى لو كان ضمن سقف معين
لا يتعداه).
وعندما تصل الأمور لمواجهة المحتل فالوحدة
هي فرض وواجب، وإن كان غيرنا أصحاب مشاريع حزبية ضيقة أو يسعون وراء مصالح ذاتية
رخيصة، فنحن أصحاب رسالة تحرير ورسالة مقاومة، وكل من يستشهد في خندق المقاومة فهو
منا.
مشكلتنا مع فتح والسلطة هي في الاختلاف
على مشروع المقاومة أو المساومة، وكل من تخندق مع المقاومة فهو معنا، وكل من
استشهد في ميدان المقاومة فهو شهيدنا، وكل هذا لا يمنع من استمرارنا بمحاربة مشروع
التنسيق الأمني ومشاريع التسوية والخيانة، فنحن نسمي الأمور بمسمياتها ولا نجامل
في ذلك.
وكلمة حق أن الشهيد رغم عدائه وحربه
الشرسة ضد حماس إلا أنه لم يتورط بالتنسيق الأمني والعمل الخياني، صحيح أننا لا
نتفق مطلقًا معه في مواقفه السياسية أو الحزبية، لكن عندما يقف أمام بندقية الجندي
الصهيوني الحاقد فوقتها ننسى كل شيء ونقف وراءه، فعدونا الأول هو المشروع
الصهيوني، ولا يجب أن تضل بوصلتنا مهما حصل.
ورحم الله الشهيد ورحم الله كل من حارب
العدو الصهيوني ولو بشطر كلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق