الأحد، 14 يونيو 2015

في ذكرى مرور ثماني سنوات على أحداث الانقسام في غزة




اضطرت حماس قبل ثماني سنوات لأن تستخدم القوة ضد قوات فتح وأجهزتها الأمنية بقطاع غزة، حتى لا يغرق القطاع في دوامة حرب أهلية طويلة كانت تسير نحوها بشكل حثيث، نتيجة خيارات تبنتها فتح والسلطة.

ويشهد التاريخ أن حماس استطاعت أن تنهي الموضوع بسرعة وبأقل خسائر ممكنة، إلا أنه كان لذلك آثار جانبية تضاعفت مع مرور الوقت لعدم علاجها منذ البدء، وأصبحت تقيحًا يستنزف المشروع الوطني الفلسطيني.

أبرز هذه الآثار الجانبية وأخطرها هو انحراف البوصلة وتحول جزء كبير من جهد حماس لمناكفة فتح والدخول في دوامة صراعات معها، ولعب الاحتلال والسلطة دورًا مركزيًا في ذلك، حيث كان الاحتلال يدفع بالسلطة لتكون في واجهة أي قرار موجه ضد حماس، مثل حصار غزة من الجانب المصري أو الرقابة على البنوك الفلسطينية لمكافحة تحويل الأموال للمقاومة وما إلى ذلك.

لكن في المقابل لم تكن حماس على مستوى الوعي المطلوب، وقسم من خطابها الإعلامي تناسى وجود الاحتلال الصهيوني كعدو أول للشعب الفلسطيني، ونجد اليوم العديد من المحسوبين على حماس لا يجدون غضاضة من التفاوض مع الاحتلال فقط نكاية في السلطة، ونجد آخرين لا يغضبون من انتهاكات الاحتلال، لأنه لم يعد العدو (وإن أنكروا ذلك).

المطلوب اليوم من حماس أن تعمل أكثر على تصحيح البوصلة لدى أبنائها وأنصارها، وأن تذكرهم بأن العدو هو المحتل الصهيوني، وأن تضع استراتيجية لمقاومة الاحتلال الصهيوني في الضفة وليس فقط استراتيجية لمحاربة التنسيق الأمني ومخازي السلطة، والمطلوب منها إخراس كل الأصوات التي تزين عقد اتفاقيات جانبية مع الاحتلال.

ليست هناك تعليقات: