الأربعاء، 10 يونيو 2015

من طفولتي الداعشية




في طفولتي عندما كنا نذهب لزيارة جدتي، كنت استمتع بمشاهدتها وهي تذبح الأرانب والزغاليل وبالأخص الدجاج (أو الصيصان كما كانت تسميهم) حيث كانت تركض الدجاجة مقطوعة الرأس لعدة أمتار قبل أن تسقط ميتة.

لكن جاءني ذات يوم تساؤل لا أدري من أين! وهو هل يجوز للنساء ذبح الحيوانات؟ حاولت إقناع نفسي أن جدتي التي لا تضيع فرض صلاة وتقرأ القرآن بشكل دائم لن تفعل شيئًا محرمًا، لكن كنت أحس أن هنالك شيئ ما خاطئ.

ربما يعود الخطأ إلى أن مجتمعنا يعتبر كل شيء محرمًا على المرأة إلا من خلال استثناءات محدودة، ورغم طفولتي إلا أن هذه الثقافة المجتمعية انعكست على تفكيري بطريقة لم أشعر بها، وحتى عندما استفسرت من والدي وردوا بأنه لا مشكلة بالأمر، لم تعجبني إجابتهما وظننت أنهما يميعان الدين.

لقد كبرت وأدركت أن الكثير من قيود المجتمع وأواهامنا لا أصل لها في الشرع، وتعلمت أن أسيطر على العقلية الشرقية التي تميل لقمع المرأة ولتحريم كل شيء، لكن كم من الناس ما زالوا يفكرون بتلك الطريقة الطفولية ويحددون مصائر أمم وشعوب؟

ليست هناك تعليقات: