الثلاثاء، 7 يوليو 2020

بين العالِم والجوجلي


يعتقد أغلب الناس أن الشخص الذي يمتلك معلومات كثيرة هو عالم في مجال معين، إلا أنه اعتقاد غير دقيق.

في عصرنا هذا أصبح الحصول على المعلومة متاحًا للجميع، بل لدينا طوفان من المعلومات، فالتحدي اليوم هو فرز الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لكل شخص، وتحليلها وتوظيفها بالطريقة الأصح والأصوب.

العالم اليوم هو من يستطيع التعامل مع المعلومات وليس من يحفظ الكثير منها، وفي الحقيقة لا توجد حاجة ملحة للحفظ بوجود محركات البحث مثل جوجل.

لذا من الخطر الانبهار بأي شخص لمجرد أن لديه كم من المعلومات والإطلاع، وأرى علومًا مزيفة كثيرة (في كافة المجالات) تنتشر بشكل مخيف في الانترنت والناس يتفاعلون معها كأنها حقائق.

مثال للتوضيح هو عدنان إبراهيم الذي يصفه البعض بالعالم لمجرد أنه يمتلك كمًا كبيرًا من المعلومات، هو مجرد جوجل بشري؛ أي يمتلك معلومات لكن دون توظيف سليم، وأتكلم تحديدًا عن علمه في التاريخ فمجرد أنه يتشنج ويتعصب ضد يزيد أو معاوية (مثلًا) وكأنه كان يجلس معهم في ذلك الزمن، ودون استيعاب الطبيعة المعقدة للأحداث التاريخية، يدل على افتقاره للمقدرة العلمية على دراسة التاريخ.

ما تنقله لنا كتب التاريخ (في أي مجال) هي روايات غير مكتملة ومتناقضة، ومؤرخون لهم انحيازاتهم السياسية أو الدينية، فتبني رواية واحدة والتعصب لها يصلح لحكواتي وليس لباحث في التاريخ.

يجب البحث والمقارنة والترجيح بطريقة علمية وفي النهاية لا توجد إجابات شافية 100% على أحداث التاريخ.

حتى تستطيعوا التمييز بين الغث والسمين في مجال التاريخ، أنصح بالقراءة لبشير نافع وبلال شلش والمرحوم سميح حمودة، صحيح هم يختصون بالمجال الفلسطيني لكن اقرأوا لهم حتى تتعرفوا على أسلوب الباحث العلمي الحقيقي وليس الحكواتي الذي يروي لكم قصصًا يسمونها تاريخًا.

بالتأكيد هنالك مؤرخون غيرهم أكفاء وآخرون أقل كفاءة لكن يمكن الاستفادة منهم، فقط طرحت الأسماء الثلاثة كأمثلة لباحثين رأيت منهم التزامًا وثيقًا وصارمًا بالمنهج العلمي.

ليست هناك تعليقات: