فرح الكثيرون بقرار إعادة آيا صوفيا لتكون مسجدًا، واتفق معهم في ذلك كونه يمثل انتهاء العهد الأتاتوركي الذي حول المسجد لمتحف، وتحررًا من القيود الغربية التي أملت على أتاتورك هذه الخطوة.
إلا أن لدي ملاحظات بخصوص بعض المحتفلين (وليس كلهم طبعًا):
1- جماعة "نبارك ولانشارك": الذين لا دور لهم في الحياة سوى تشجيع أردوغان والتجربة التركية، ولا يفكرون بأي عمل أو كلمة تخص شعبهم، أو مساهمة في النهوض ببلدهم أو محاربة الاحتلال أو الاستبداد.
بدلًا من الاقتداء بالتجربة الأردوغانية الاكتفاء بالتصفيق لها وصرف النظر عن أي شيء آخر، هنا تصبح الأردوغانية مخدرًا وليس تجربة يستفاد منها.
2- المبالغة في حجم الحدث وكأنه فتح عظيم وانتصار غير مسبوق، فما حصل هو ترجمة لتغير موازين القوى دون أن تكون له تبعات كبيرة؛ أثره معنوي ليس أكثر.
3- المبالغة في ردة الفعل تجاه الآخرين ممن لم يفهموا أهمية الحدث أو انتقدوه، فأحدهم (على سبيل المثال) قال "من لم يفرح بآيا صوفيا فليراجع إيمانه".
4- الإنجرار لمعارك جانبية مع معارضي الخطوة، ولا أتكلم عن الرد عليهم (وأنا نفسي كتبت ردًا عليهم أكثر من مرة)، أنما أتكلم عن الإنشغال الزائد في معارك ومهاجمة الخصوم في وقت نحن أمام معارك أكثر أهمية.
أعلم أنه قد تختلف وجهات النظر حول وجود مبالغة برد الفعل أم لا لكن سددوا وقاربوا، وتذكروا أن الاعتراضات لن تغير شيئًا على الواقع فأكثر دولة اعترضت هي اليونان واكتفت بتنكيس الأعلام، فالأمر لا يستحق كل هذا الانفعال والنقاش.
هناك تعليق واحد:
التقديس لأي حدا مرفوض إجمالا.. كل إشي يوخد حقه مش أكثر
إرسال تعليق