بعد اتفاقية أوسلو حصل انتقال سكاني في الضفة الغربية إلى المناطق التي تحت سيطرة السلطة حيث تتوفر الخدمات، عكس المناطق التي تحت سيطرة الاحتلال، لقد كان فخًا وقعنا به.
بعد انتفاضة الأقصى ونتيجة اجتياحات المدن وحصارها حصلت هجرة عكسية نحو الريف، وازدهرت بعض القرى الكبيرة وأبرز مثال بلدة حوارة.
كما أدى سعي الاحتلال لسحب الهويات المقدسية من أهل القدس الذين يعيشون خارجها، إلى دفعهم للعودة بكثافة إلى المدينة.
واليوم تدفع مخططات الضم والتهويد الكثيرين للاهتمام بأراضيهم المهددة بالسرقة، وبعضهم يحاول التواجد لأطول فترة ممكنة فيها.
كما أن تضييقات السلطة داخل المدن ومناطق سيطرتها من تكثيف حملات جباية الضرائب، والإغلاقات بحجة كورونا تشجع الناس على الخروج من المدن إلى الريف، خاصة إن طال أمد الإغلاقات، فتكون ساهمت من حيث لا تدري بتعزيز التواجد الفلسطيني في المناطق المهددة بالضم والتهويد.
المطلوب تشجيع الحركة إلى المناطق المهددة بالأخص المصنفة "ج" بدافع الصمود والدفاع عنها فحربنا طويلة مع الاحتلال.
معلومات على الهامش:
1- التوجه المستقبلي عالميًا هو الهجرة من المدن إلى الأرياف، حيث أن التطور التكنولوجي في مجالي الاتصالات والمواصلات قد قلص من الفروق بين حياتي الريف والمدينة إلى درجة كبيرة، فوقتها سيفضل الناس الحياة في الريف حيث الكثافة والاكتظاظ أقل.
2- الحرب الديموغرافية هامة منذ القدم، حيث حرص الأيوبيون والمماليك على توطين القبائل العربية والكردية وغيرها في فلسطين من أجل تعديل الميزان الديموغرافي لصالح المسلمين.
ويذكر المؤرخ إحسان النمر أن السلطان الأشرف خليل بن قلاوون قام بتوطين 100 ألف من القبائل العربية وغيرها في منطقة جبل نابلس، وهي التي تعرف اليوم بشمال الضفة الغربية، وإن كنت اعتقد أن الرقم فيه بعض المبالغة لكن المهم الفكرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق