أصيب أربعة مستوطنين خلال تصدي أهالي بديا يوم أمس لاعتداءاتهم في البلدة الواقعة وسط سلفيت، في خطوة متقدمة لوضع حد لاعتداءات المستوطنين التي استفحلت مؤخرًا.
طبعًا لم يعلن عن البرنامج المشترك لحد الآن، وبالتالي لا علاقة لما حصل بالمؤتمر الصحفي، لكن هنالك كلمة جوهرية قالها العاروري ارجو أن نتمسك بها: "اعملوا فورًا ولا تنتظروا من أحد أن يقول لكم تحركوا".
هنالك زيادة خجولة في أعمال المقاومة الشعبية خلال الأسبوعين الأخيرين، وخصوصًا التصدي للمستوطنين وبؤرهم، وهذا يعود لسببين: ازدياد اعتداءات المستوطنين مما رفع حالات الاحتكاك، ولوجود وعي متزايد لخطر مشروع الضم وصفقة القرن.
رغم هذه الزيادة إلا أنها ما زالت بعيدة عن المستوى المطلوب، والبعض يبرر ذلك بأن السلطة تمنع المسيرات وإلقاء الحجارة وهنا توصيف ينقصه الدقة.
من متابعتي للوضع الميداني في الضفة نجد أن السلطة لم تستخدم القوة لمنع الاحكتاك الشعبي مع الاحتلال منذ عام 2015م إلا في حالات نادرة، أما قبل ذلك فحدث ولا حرج والأدلة كثيرة.
وبالنسبة للمقاومة المسلحة فالسلطة ما زالت تحاربها بشراسة بالتعاون مع الاحتلال حتى يومنا هذا، لكن لندع المقاومة المسلحة جانبًا في هذه المرحلة فنحن بحاجة لتحريك الجماهير بعد سنوات طويلة من الخمول فلا يمكن القفز مرة واحدة إلى العمل العسكري، إن كان هنالك عمليات مسلحة فهذا ممتاز وإن تعذر ذلك حاليًا فلا بأس.
إذًا أين المشكلة؟
1- السلطة لم تعط الضوء الأخضر لفتح لتتحرك بقوة والحركة لها نفوذ كبير في شارع الضفة.
2- استطاعت السلطة إعادة تشكيل وعي الناس من خلال تخويفهم بمن فيهم معارضيها، الذين باتوا مقتنعين أنه لا مجال للمقاومة ولا سبيل لهم سوى ندب حظ المقاومة في الضفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا أرى أن جزءًا من معارضي لقاء العاروري والرجوب يحركهم عقلهم الباطن الذي أصبح مبرمجًا على واقع خامل في الضفة ولا يستوعبون غيره.
على سبيل المثال مجموعة "صامدون" معارضة للسلطة وفيها يساريون وإسلاميون وغيرهم، تدعو كل فترة لمسيرات ضد الاحتلال آخرها قبل أيام ضد مشروع الضم، خرجت في شوارع رام الله ثم توجهت لحاجز بيت إيل دون اعتراض من السلطة، المشكلة أن عددهم قليل ولا يزداد وجزء من السبب أن الكثير من أبناء حماس وغيرهم يخشون المشاركة.
3- ما زالت الأجهزة الأمنية تمارس من وراء ستار ضغوطًا على أي عمل شعبي منظم خارج إطار فتح؛ المظاهرات العفوية والتجمعات الشبابية الصغيرة تغض النظر عنها لكن اي مبادرة تكبر تمارس عليها الضغوط بعيدًا عن الإعلام.
في ظل هذا الواقع وآخذين بعين الاعتبار أن فتح قد لا تكون جدية ببرنامج مقاومة مشترك أو تريده ضمن سقف منخفض جدًا، فالسؤال كيف نترجم كلمات العارروي؟ وكيف نستجيب للحاجة الملحة جدًا لتحريك الوضع في الضفة الغربية؟
بما أن السلطة لا تمسك بيد من حديد لمنع المقاومة الشعبية بل تحاول احتواءها، فيجب استغلال كل مناسبة ممكنة لتصعيد المواجهات مع الاحتلال، فكلما زاد حجم المواجهات قلت قدرة السلطة على الاحتواء وصولًا لمرحلة الانتفاضة الشاملة، الوصول إليها ليس سهلًا لكنه يستحق المحاولة، وسأعود بمقال آخر بمقترح خطة عملية لتحريك المقاومة في الضفة.
هناك تعليق واحد:
هل يمكن تغيير آراء الناس فجأة من اليمين إلى الشمال إلى اليمين؟
إذا كانت المظاهرات في الضفة مثارا للتنمر والاستهزاء، وكانت المقاومة غير المسلحة مذمومة، وكانت شعارات "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" توضع في وجه كل عمل غير مسلح، هل يمكن أن تتحول إلى عمل وطني مرغوب هكذا دون اعتذار ودون توضيح؟
هل سيقبل من كان يسخر ويشجع الآخرين على السخرية من الأغنيات الوطنية عامة ومن أغنية "مقاومتنا شعبية من غير سلاح" خاصة أو من مشاركة الأطفال والنساء في مواجهة جنود الاحتلال أن يشارك في ما لم يسمه يوما مقاومة، بل ربما ما يسميه متاجرة بالقضية؟
هل سيغير من كان يستخف بمقاومة بدرس وبلعين والنبي صالح والخان الأحمر وغيرها ويقلل من إنجازاتها محليا ودوليا وإعلاميا رأيه في المظاهرات "المسلحة" بأجهزة التصوير والأجانب؟
إرسال تعليق