خرج بالأمس حوالي 35 الف متظاهر صهيوني في
تل أبيب للمطالبة برحيل نتنياهو، وهي من ترتيب خصومه في اليسار الصهيوني في محاولة
لقلب نتائج الانتخابات، لكنها تعبر عن أزمة يعاني منها الكيان الصهيوني.
فنتنياهو يوصف بأنه رئيس الوزراء الأقل
انجازًا والأكثر بقاءً في الحكم، وحسب ما هو واضح فسيعود بسهولة إلى رئاسة الوزراء
وربما بأغلبية أكبر قليلًا من الأغلبية الحالية.
والموضوع أكثر من مجرد اعتراض جمهور
اليسار الصهيوني عليه، فهنالك انتقادات حادة من جانب الأجهزة الأمنية لأدائه
الأمني واتهامات له بالفشل الشديد، وتتمحور الانتقادات حول ثلاثة أمور: فشله في
تدمير حماس بقطاع غزة، وإساءته للعلاقة مع الولايات المتحدة على خلفية ملف إيران
النووي، وتضييعه فرص تاريخية للتسوية مع محمود عباس والتسبب بإضعافه.
وهنالك ملف رابع لكن لا تسلط عليه الأضواء
كثيرًا وهو "تدهور الوضع" الأمني في القدس، وتزايد أعمال المقاومة
الشعبية في الضفة والقدس (ما دامت لا توجد دماء صهيونية كثيرة فسيبقى هذا الملف بعيد
نسبيًا عن الأضواء).
نتنياهو يقود تحالفًا من اليمين المتطرف،
المعروف عنه بمزايداته في مجال الأمن وتهديد أعداء الكيان الصهيوني، لكن إنجازاته
صفر.
لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني كان
هنالك انتقاد علني لمسؤولين أمنيين (ما زالوا في الخدمة) لأداء الساسة الصهاينة
فيما يتعلق بقضية المسجد الأقصى (في فترة ذروة التصعيد نهاية العام الماضي)، وذلك
عندما قال رئيس جهاز الشاباك يورام كوهين في اجتماع الحكومة الصهيونية: "إن
اليهود ليسوا بحاجة للذهاب إلى المسجد الأقصى في هذا التوقيت، وذلك بسبب ردود
الفعل السلبية التي تثيرها هذه الخطوة في الجانب الفلسطيني".
كذلك انتقد قائد شرطة الاحتلال يوحنان
دانينو في ذلك الوقت زيارات أعضاء الكنيست للأقصى واتهمهم بالمخاطرة بأمن الكيان،
ولا ننسى التراشق بالاتهامات حول ضعف المعلومات حول أنفاق المقاومة بين رئيس أركان
الاحتلال بيني جانتس والشاباك بعيد حرب غزة الأخيرة.
وفي الأيام الأخيرة شهدنا موجة هجوم على
نتنياهو من قادة أمنيين وعسكريين سابقين، واتهامات له بالفشل في غزة وتهديد أمن
الكيان الصهيوني، ابتداءً من مئير داغان رئيس الموساد الأسبق، وعاموس يدلين الرئيس
الأسبق للاستخبارات العسكرية، ويوآف جالنت القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية خلال
حرب غزة الأولى، والأخير هو مرشح بارز لحزب كولانو وهو حزب يميني متطرف منشق عن
حزب الليكود.
باختصار هنالك انتقادات حادة لفشل نتنياهو
في إدارة الملف الأمني، بعضها مزايدات حزبية وبعضها انتقادات حقيقية، لكن على
الأغلب سيبقى نتنياهو وجوقته اليمينية في الحكم للفترة القادمة بدون بديل حقيقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق