ازدياد انخراط فتح في المقاومة الشعبية
يفهم منه أمران:
الأول، فتح بدأت تسير خلف نبض الشارع
وتصحح جزئيًا مسارها التائه منذ سنوات.
الثاني، أغلب انخراطها (الرسمي) نشاطات
واستعراضات إعلامية، لا تتجاوز الخطوط الحمراء مع الاحتلال الصهيوني، وحريصة كل
الحرص على أن تكون مقاومة بلا ثمن، وهذا يفرغ أغلب النشاطات من قوتها وزخمها.
فما زالت فتح هي راعية التنسيق الأمني مع
الاحتلال (العمالة المقنعة)، وهنا تبرز لنا فتح بكل تناقضاتها الغريبة، مما يجعلها
تنظيم ما يطلبه المستمعون، لا تسير على هدى أو رؤيا استراتيجية.
ويبرز هذا التناقض عندما قام اليوم محسوبون
على فتح ضمن نشاطات مقاطعة البضاعة الصهيونية باعتراض شاحنة تحمل هذه البضائع
واتلافها في جو احتفالي وسط مدينة رام الله.
من ناحية السلطة فهي تسمح رسميًا بدخول
هذه البضائع، ومن ناحية أخرى تريد فتح إبراز دورها المقاوم، فكان لا بد من ضحية
وهي هذه الشاحنة واتلاف محتوياتها أمام كاميرات الإعلام، فيما تستمر البضائع
الصهيونية بالدخول في كل مكان بالضفة بدون أي جهد حقيقي لمنعها.
وفيما تعارض السلطة أي عمل مقاوم ضد
الاحتلال وتعتبره مؤامرة عليها، فإنها غضت النظر عن ما حصل اليوم وسط رام الله،
وبقدر ما في الموقف من نفاق وانعدام رؤيا وتلون، إلا أن المشهد في الضفة يقول أن
الوضع ملائم لموجة جديدة من المقاومة ضد الاحتلال.
وهذه فرصة لن تتكرر كثيرًا أمام قوى
المقاومة لتشعلها ضد الاحتلال الصهيوني، خاصة في ظل حديث عن زيارة مرتقبة لنتنياهو
إلى الخليل، وأزمة رواتب السلطة، وتزايد الاعتداءات على الأقصى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق