ما يحصل داخل الإخوان المسلمين في الأردن
منذ عشرين عامًا لا يمكن فهمه بعيدًا عن سعي النظام لتحييد الإخوان عن القضية
الفلسطينية خدمة للكيان الصهيوني.
تمامًا مثلما كان انقلاب مصر خدمة للكيان
الصهيوني، وكل التطورات المتسارعة تثبت هذا الكلام، مع ذلك وبكل أسف النظام
الأردني ينجح بتصدير الأزمة إلى صفوف الإسلاميين وإلى صفوف الشعب.
ويجد من يركبهم ليحققوا له مراده بكل أسف،
رغم أن الصراع أصبح واضحًا وتسمى الأمور بمسمياتها؛ المنشقون عن الإخوان يريدون
قطع أي علاقة مع حماس ولو كانت علاقة تعاطف ومحبة، لأن حماس فيما يبدو كلب أجرب لا
يجب الاقتراب منه.
ويطرحون نفس طرح النظام الأردني بأن
الولاء يجب أن يكون للأردن وليس لفلسطين! وهذا طرح ليس بالبريء ولا العبثي بل هو
استحضار للعنصرية المتبادلة ليشغل الناس في صراع فلسطيني - أردني، ولينسوا صراعهم
مع النظام ومع الكيان الصهيوني.
المهزلة في الموضوع أن من أشعل الفتنة
العنصرية في الأردن، أي النظام وفصائل منظمة التحرير، هم اليوم على وفاق وسمن على
عسل، والتحريض فقط على حماس التي لم تكن جزءًا من هذه الفتنة، فنحن لا نتكلم إذن
عن سوء فهم أو حساسيات عنصرية ولا حتى عن خلاف تنظيمي.
الأمور واضحة وضوح الشمس، النظام يريد من
الإخوان أن لا يقفوا عقبة أمام عمالته للكيان الصهيوني، وهنالك من هم داخل الجماعة
(ولأسباب مختلفة) من يريدون تقديم هذه الخدمة له، وبغض النظر عن أسبابهم فالخيانة
ليست وجهة نظر!
وللأسف نخوض نحن الصراعات الخطأ، رغم
علمنا أنها خطأ، ونترك المجرم الحقير رغم علمنا أنه هو المستفيد، نخوض صراعًا داخل
الإخوان، ونخوض صراعًا داخل المجتمع (بين فلسطيني وأردني)، أما رأس الفتنة فهو آمن
وأما الكيان الصهيوني فهو آمن أيضًا.
برأيي أنه ما لم يدفع النظام الأردني
والكيان الصهيوني الثمن، فسنبقى نخوض صراعات داخلية الكاسب منها الوحيد هو النظام
وأربابه الصهاينة.
حل المشكلة يكمن بإعادة تصديرها إلى
الكيان وإلى النظام، وليس الانجرار إلى المربع الذي يريدوه هم؛ سواء كان بالدفاع
عن "وطنية مزعومة" أو تأجيج نار العنصرية أو الثرثرة عن مشاكل التنظيم
الإدارية، فكل هذا كلام فارغ لا يحل المشكلة بل يخدم الطرف الذي يفتعل المشاكل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق