الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

ما هي الإنجازات الحضارية لـ "إسرائيل"؟



تسعى دولة الاحتلال بالتعاون مع أنظمة الثورات المضادة على تسويق نفسها على أنها دولة متقدمة حضاريًا، لديها "الكثير لتقدمه إلى شعوبنا ودولنا العربية من أجل تطويرها والارتقاء بها تكنولوجيًا وحضاريًا".

هنا لا بد من الوقوف عند صناعة الوهم الحضاري للكيان الصهيوني، حيث يحرص الاحتلال وماكنته الإعلامية على تضخيم ذاته وإنجازاته وقدراته، من أجل إبهار الآخرين.

لكن لو نظرنا بشكل موضوعي ومتجرد فنسأل: أين هي الإنجازات الحضارية للمشروع الصهيوني؟

كم شركة عالمية ريادية في عالم التكنولوجيا صهيونية؟ أتكلم عن شركات بوزن أبل ومايكروسوفت وأتش بي وجوجل، حتى نكون واضحين.

ماذا عن انتاج الطائرات؟ أو السيارات؟

ماذا عن الأدب والشعر؟ كم أديب صهيوني مشهور عالميًا؟ كم فيلم عالمي باللغة العبرية؟ كم رواية عبرية اجتاحت العالم الأدبي؟

ماذا عن العمارة والمباني المميزة؟ ماذا عن الثقافة؟ أين هي الإنجازات التي تضع الصهاينة في مقدمة العالم بأي مجال من المجالات؟


إذا كان الفيزيائي الشهير أينشتاين رفض عرض الصهاينة عليه للقدوم إلى فلسطين وتنصيبه رئيسًا "لإسرائيل" فهل يمكن اعتباره إنجازًا إسرائيليًا وهو يرفض إسرائيل من الأصل؟

الصهاينة يشتهرون بالأمن والسلاح والحروب التي خاضوها، لكن حتى هذه لم يقدموا فيها شيئًا مميزًا، والأدلة:

أولًا: القوة الضاربة لجيش الاحتلال هي سلاح الجو، وجميع طائرات الاحتلال أمريكية الصنع، وحاول الصهاينة انتاج طائرة كافير لكنهم توقفوا عنها في التسعينات، كما حاولوا انتاج طائرة بديلة للأف 16 وعرفت بطائرة "لافي" خلال فترة الثمانينات، وحصلوا على تمويل أمريكي وفي النهاية لغوا المشروع.

ثانيًا: القبة الحديدية التي يتفاخرون بها، هل تعلمون أن أمريكا هي من مولت الأبحاث الخاصة بها وزودت مشروعها بكافة الإمكانيات التكنولوجية؟ وهل تعلمون أن 55% من قطع منظومة القبة الحديدية تصنع في أمريكا؟

ثالثًا: المفاعل النووي في ديمونا والسلاح النووي حصلوا عليه بمساعدة من فرنسا في الخمسينات، وليس بمجهودهم الذاتي.

والسؤال الجوهري لماذا لا يوجد مفاعل نووي صهيوني لانتاج الكهرباء؟ أين تطورهم الخارق وإنجازاتهم المزعومة؟

رابعًا: الأقمار الصناعية التي يطلقونها نجد أن دولة محاصرة وعليها عقوبات اقتصادية مثل إيران تستطيع منافستها وإطلاق أقمارًا مماثلة.

المشكلة أننا ننظر إلى الكيان الصهيوني من خلال مقارنته بدولنا العربية التي تحكمها أنظمة استبدادية مسؤولة بشكل كبير عن تخلفنا الاقتصادي والحضاري، لكن لو قارنا الكيان الصهيوني بدول العالم فسنجد الكثير من الدول المتطورة تسبقه.

كما أن الصهاينة يتلقون دعمًا بمليارات الدولارات من أمريكا والغرب، بالإضافة لتزويدهم بكافة وسائل التكنولوجيا المتطورة لكي تستمر صناعتهم بالمنافسة في الأسواق العالمية.

أي أنه لولا الدعم الأمريكي والغربي لما رأينا هذا التطور لدى الصهاينة، فهم عالة على الغرب، وهنا لا أقلل من أهمية الشركات الصهيونية أو تقدمها العلمي لكن مقارنة بحجم الدعم الذي تتلقاه فنتساءل أين هي الإنجازات الحضارية؟

الشركات الغربية الكبرى مثل جوجل وانتل تفتتح مشاريع لها في الكيان الصهيوني من أجل دعم الكيان وليس لأنه لا غنى عن الصهاينة في القضايا التكنولوجية.

والكيان الصهيوني يريد أن يكون البوابة للتكنولوجية الغربية إلى الدول العربية، بحيث يلعب دور الوسيط، ولهذا هو غير معني بوجود أنظمة حكم عربية ناجحة، لأنه وقتها تستطيع هذه الدول العربية منافسة الكيان الصهيوني والتفوق عليه بسهولة.

بينما يرى الصهاينة دورهم في المنطقة على أنه احتكار التقدم التكنولوجي والهيمنة السياسية على الدول العربية، وفرض هذا الاحتكار بالقوة حتى يكون الصهاينة هم شعب الصفوة في المنطقة، ويكون الآخرون مجرد عبيد لديهم.


ولهذا نستنتج أن ما يروج له الاحتلال وأنظمة الثورات المضادة الساعية للتطبيع معه، فيه تضخيم كبير لقدرات الصهاينة، ويرافقه جلد للذات العربية وتحقير قدرات شعوبنا، من أجل فرض الوصاية الصهيونية على شعوبنا.

ليست هناك تعليقات: