الأسابيع القادمة هي المرحلة الحرجة التي ستحدد مصير الثورة السورية:
1- التعامل مع الجهود السياسية بين تركيا وروسيا وإيران، فالمطروح هو مبادرة بشروط النظام ومكاسب شكلية للثوار، بكلام آخر هزيمة الثورة مع حفظ ماء الوجه.
2- التعامل مع جبهة النصرة وفصائل القاعدة، فهذه الفصائل لا تؤمن بالثورة كما تصرح بذلك علنًا وهي المسؤولة عن 90% من الاقتتال الداخلي في صفوف الثورة، والكلام عن توحد أحرار الشام مع النصرة كارثي إن تحقق.
3- القدرة على تطوير أدوات الثورة السورية وفتح جبهات نضالية (مسلحة وغير مسلحة) ضد النظام الأسدي وحلفائه.
والثالثة لا يمكن تحقيقها بدون تحقيق الأولى والثانية.
وعليه فأرى مستقبل الثورة السورية ضمن أحد ثلاثة احتمالات:
1- دخول نفق التسوية السياسية والتي ستؤدي إلى إنهاء الثورة وإعادة إنتاج نظام الأسد وبشكل أسوأ.
وهذا سيناريو شبيه لما حصل في طاجكستان بعد الحرب الأهلية في سنوات التسعينات، فقد دخل التيار الإسلامي في الحكومة كنتيجة للمصالحة، وبعد أن قوي النظام الموالي للروس طردهم وعاد إلى سيرته القديمة.
2- أن تسير بعض الفصائل بمشروع التوحد مع جبهة النصرة، وهذا سيؤدي لإشعال الساحة الداخلية للثورة السورية لأن النصرة لن تتوقف إلا بالقضاء على كل القصائل التي لا تنضم لها.
أما الحرب مع النظام فستنتهي بضربات تقضي على ما تبقى من وجود عسكري للثورة السورية، وتصبح سوريا مستعمرة "إيرانية - روسية"، ويتكرر ما حصل في نكبة فلسطين عام 1948م.
3- أن تتعامل الفصائل الثورية الرئيسية بحكمة مع العوامل المذكورة أعلاه، فترفض التسوية السياسية بشروط النظام، وأن توجد هيئة تنسيق حقيقية وأن يكون شرط الانضمام لها هو تبني الثورة السورية ومبادئها (إزالة نظام الأسد وإعادة الحكم للشعب السوري)، والابتعاد عن النصرة و فصائل القاعدة.
ووقتها ستعود الحياة للثورة السورية بشكل يطيح بالنظام.
خيار نجاح الثورة أو فشلها بيد الثوار أنفسهم وليس بيد غيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق