كتبت سابقًا أن لدى الثورة السورية ثلاث خيارات:
1- إما القتال بنفس الطريقة حتى يفنيهم الروس عن الوجود.
2- أو الدخول في التسوية السياسية، أي القبول بهزيمة مشرفة (ضمن التوازنات الحالية).
3- أو إعادة ترتيب أوراقهم وخوض حرب عصابات من أجل استنزاف الروس.
كنت أفضل الخيار الثالث لكن يبدو أنهم اختاروا الثاني، وبما أنهم اختاروه ارجو الانتباه للآتي:
أولًا: ما زالت تفاصيل الاتفاقية مجهولة وفيها نقاط غامضة ومتضاربة، مثل استثناء النصرة من وقف إطلاق النار أو دخولها ضمنها، فتركيا تقول أنها ضمن وقف إطلاق النار، والنظام يقول ليست ضمنه.
ما سيحسم هذه التفاصيل هو الميدان وليس طاولة المفاوضات، إن كان موقفك على الأرض قويًا بإمكانك أن تفرض تفاصيلك وشروطك.
ثانيًا: النظام السوري والإيرانيون وحزب الله ليسوا راضين عن الاتفاق، ومضطرون لمجاراة قائدهم (بوتين)، إلا أنهم سيعملون على تعديل شروط الاتفاق وتطبيقه، كما فعلوا في حلب عندما رفضوا الالتزام بوقف إطلاق النار حتى تحققت مطالبهم.
وهذا يتطلب يقظة سلاح الثورة لأي محاولات لفرض وقائع على الأرض.
ثالثًا: من لا يعجبه الاتفاق بإمكانه حمل السلاح في وجه الروس أو النظام أو الإيرانيين، أما أن يحمله في وجه من دخل التسوية السياسية من الثوار بحجة أنهم صحوات أو غير ذلك.
فهذه جريمة لا تغتفر ولا يجوز أن تغتفر، وستكرر نفس مأساة العراق حرفيًا.
وأحمل كل شخص يشجع فصائل القاعدة (تحديدًا) على الاعتداء على غيرها بهذه الحجج، واعتبره شريكًا في جريمة تدمير الثورة السورية وإبادة أهل السنة في سوريا.
رابعًا: سوريا دخلت نفق الاحتلال الروسي وهو أقل سوءًا من الاحتلال الإيراني لكنه يبقى سيئًا، وهو احتلال بالتنسيق مع الصهاينة بكل شيء.
ويجب التفكير بطرق التخلص منه منذ الآن.
خامسًا: روسيا ستعمل على إعادة تأهيل نظام الأسد وبناء دولة علمانية في سوريا، مسالمة للكيان الصهيوني، وقاعدة عسكرية روسية.
كيف سيقاومها الثوار؟ يوجد ألف طريقة وطريقة، فالمهم هو النية.
سادسًا: نصيحتي لثوار سوريا إياكم وأنصاف المواقف فهي قاتلة، لا تقولوا نرفض الاتفاق السياسي ثم لا تكونون مستعدين للمعركة المسلحة، لا تقاطعوا الانتخابات ثم تسمحوا بإجرائها بنفس الوقت.
إما أن تمضوا بالمسار السياسي حتى منتهاه أو أن تجهزوا لكم لجولة جديدة من الصراع المسلح، أما أن ترفعوا سقفكم ثم لا تفعلوا شيئًا لتحقيق ذلك فأنتم تحكمون على أنفسكم بالفشل الذريع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق