رامي الحمد الله في غزة |
بداية ومن أجل التوصيف الدقيق ما يحصل ليس مصالحة، بل هو
تنازل حماس عن الحكومة لصالح السلطة، أما باقي خطوات المصالحة فلن تتقدم إلى
الأمام فالسلطة ليست معنية بها.
وفي لحظة معينة سيشكل سلاح المقاومة نقطة تأزيم،
وربما انفجار، لأن السلطة قدمت لغزة بموافقة أمريكية وصهيونية، من أجل نزع سلاح
المقاومة وتدجين حماس، قد تأتي هذه اللحظة بعد أسابيع وربما بعد أشهر أو سنوات.
وبناء عليه فالذي تستفيده حماس:
أولًا: تعيد حماس تموضعها بحيث تدافع عن سلاح المقاومة ومشروع
التحرير دون قيود الحكم ومسؤولية إطعام الناس، حيث استخدم الحصار وتجويع الناس
ورقة للضغط على حماس كونها الجهة الحاكمة.
ثانيًا: تسبب المتسلقون على هامش حكم حماس بإحراجات كثيرة
للحركة، واستغلت حالات الفساد لتشويه حكمها.
رغم أنها حالات فساد لا تقارن بما لدى فتح،
وأفضل حالًا من الكثير من دول العالم، وأداؤها الإداري كان مميزًا رغم الحصار
والإشكاليات الكثيرة، لكن في النهاية الفساد يبقى فسادًا، والخصم أحسن استغلال
الموجود وضخمه، في مقابل ضعف إعلامي لدى حماس.
الخروج من الحكم يريح حماس من هؤلاء المتسلقين
ويلقي بهم بعيدًا عن جسم الحركة.
ثالثًا: كان هنالك ضغط متزايد من المجتمع والفصائل على حماس لكي
تخرج من مربع الحكم، فاحترامًا لرغبة القسم الأكبر من المجتمع الفلسطيني في غزة،
قررت حماس الخروج من الحكم، والتفرغ من أجل المشروع الحقيقي أي تحرير فلسطين.
رابعًا: صحيح أن ممارسات السلطة الأمنية في الضفة موجودة منذ
قبل الانقسام، لكن الانقسام أعطى زخمًا كبيرًا للسلطة في قمع حماس بالضفة.
وسط سكوت المجتمع والفصائل، وكانت حماس في غزة
هي الشماعة للسكوت، ولا شك أن خروجها من الحكم سيخرجنا من دوامة المناكفات
والتراشقات عديمة المعنى.
وأخيرًا ما قامت به حماس في غزة ليست حلًا
جذريًا لمشاكل الانقسام والحصار، بل هي مناورة من أجل حماية مشروع المقاومة، وفي
المقابل واضح أن السلطة ليست جدية في المصالحة وكل ما تريده هو استلام غزة من
حماس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق