يجب أن نتوقف مليًا عند قرار حكومة بناء مستوطنة في مطار قلنديا، تتسع لعشرة آلاف وحدة سكنية.
فأرض المطار لن تتسع لهذا العدد وهذا معناه أنه ستتم مصادرة أراضٍ من بلدتي كفر عقب وقلنديا.
وهي منطقة محاطة بكثافة سكانية فلسطينية كبيرة جدًا، ولا يوجد أي تواصل مع المناطق الاستيطانية الأخرى.
ولكي ترى هذه المستوطنة الحياة فيجب أن يعملوا على تهجير الفلسطينيين من المنطقة، وهذا لن يتم في ليلة وضحاها، لكنهم لم يضعوا المخطط عبثًا، وهم ينوون تطبيقه بشكل تدريجي.
اللافت للانتباه أننا نتكلم عن منطقة تتبع القدس، تعمد شارون إبقاءها خارج الجدار عندما بدأ بناءه عام 2004م، بحيث أصبحت منطقة كفر عقب ومخيم قلنديا عمليًا داخل الضفة الغربية، رغم أنهما رسميًا يتبعان القدس.
كان الهدف هو "التخلص" من الفلسطينيين عبر دفعهم للسكن في هذه المنطقة.
لكن في الأعوام القليلة الأخيرة بدأنا نلمس تغيرات في سياسة حكومة الاحتلال تجاه كفر عقب، فقبيل انتفاضة القدس كان المستوطنون يطالبون بقطعة أرض في كفر عقب بحجة أنها ملك لمستوطنين قبل حرب عام 1948م.
ثم جاءت قرارات هدم 4 عمارات سكنية يسكنها حوالي 80 فلسطينيًا بحجة القرب من مطار قلنديا، ثم جاء قرار المحكمة العليا إقرار هدم أكثر من 100 منزل في كفر عقب بحجة عدم الترخيص.
والغالبية الساحقة من المنازل والعمارات الفلسطينية في كفر عقب هي بدون ترخيص، وكان المقدسيون يتشجعون على البناء والانتقال للسكن فيها لأنها خلال السنوات السابقة كانت خارج سياسة هدم المنازل.
واليوم تبدو الأمور مختلفة وهنالك توجه للبدء بهدم المنازل في المنطقة، وعندما نسمع عن النية ببناء مستوطنة ضخمة في مطار قلنديا المجاور، فنحن أمام تغير في سياسة حكومة الاحتلال تجاه منطقة "كفر عقب وقلنديا".
والسؤال لماذا يريد الصهاينة حشر مستوطنة وسط منطقة فلسطينية مكتظة؟
لأن هنالك تغير في سلم الأولويات لدى حكومة الاحتلال، فالتحالف الحاكم، وبالتحديد حزب البيت اليهودي يرون أن الاستيطان في الضفة أهم وأكثر أولوية من الاستيطان في تل أبيب.
ما يحصل في مطار قلنديا وكفر عقب ليس إلا جزء من سياسة أشمل، نسمع عنها وأيضًا نراها تطبق على أرض الواقع، وسأتكلم عن جوانب أخرى من هذه السياسة في الأجزاء التالية إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق