لعل أهم مخاوف أنصار حماس هو أن تفضي المصالحة وتسليم
حكم قطاع غزة لحركة فتح إلى المساس بسلاح حركة حماس وبالتالي نهاية المقاومة
المسلحة، سواء من خلال استخدام القوة ضدها أو ابتزاز التنازلات الواحدة تلو الآخرى.
لا يوجد جواب قاطع على مثل هذا النوع من الأسئلة، لأن
الجواب يعتمد على ما يحصل في الفترة القادمة، وهذا في علم الغيب.
فحماس مدركة للمخاطر التي أقدمت عليها، لكنها فعلت ذلك
مضطرة لأنها رأت الأمور تتوجه نحو سيناريوهات سوداوية، وهي بذلك أجلت المواجهة
لعدة سنوات قادمة.
الموضوع بكل بساطة أن الاحتلال ومن يدور في فلكه لن
يوفروا أي فرصة تلوح للقضاء على حماس، فإن كانت حماس في موقف ضعف سينقضون عليها
بلا رحمة، وإن كانت في موقف قوة فسيترددون ألف مرة.
معادلة سهلة ومنطقية، والسؤال الذي يجب علينا أن نسأل
أنفسنا كيف نقوي حماس في مواجهة الاحتلال، حتى نصل إلى نتيجة أن حماس ستحافظ على
سلاحها، وتستخدمه من أجل تحرير فلسطين.
فبدلًا من أن يلطم أنصار الشرعية في مصر (مثلًا) على ما
قامت به حماس، فليعملوا على إسقاط السيسي فهذا يخدمهم كما يخدم حماس ويقويها.
الصهاينة لن يجرؤوا على مهاجمة غزة إن كانت الضفة أو
الحدود الأردنية مشتعلة، ولن يجرؤوا لو ذهب السيسي وجاءت شخصية معادية لهم.
حماس في قطاع غزة حملت حملًا أكبر بكثير من طاقتها،
وصمدت رغم كل شيء، لكنها لا تستطيع مخالفة سنن الحياة للأبد، وإن لم يكن هنالك
تشتيت للاحتلال الصهيوني وحلفاءه، عبر فتح جبهات ومواجهات في أكثر من مكان،
فسيركزون جهودهم من أجل القضاء على حماس.
لا نريد الضرب بالمندل، لنقول أن حماس ستتخلى عن سلاح أو
لن تتخلى، فهذه أمور لم تحسم بعد، والأصح أن نعمل على أن لا يتحقق ذلك، وليس
مراقبة الموقف وإطلاق تصريحات تشاؤمية أو تفاؤلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق