يعتبر الاحتلال أنفاق المقاومة خطرًا استراتيجيًا لأنها استطاعت تحييد نقطة تفوق الاحتلال الرئيسية، أي الطيران، وهي تسعى منذ زمن طويل لإيجاد حلول لها.
هذه أول ضربة بهذا الحجم لأنفاق المقاومة منذ عام 2014م، فهل هي تكنولوجيا جديدة كما يزعم الاحتلال أم أنها مجرد صدفة فعند وجود عشرات "الأنفاق الهجومية" كما يقول الاحتلال، فلا بد أنهم يعرفون عن بعضها على الأقل؟ هذا ما ستبديه الأيام.
المقاومة الآن أمام معضلة ليست سهلة: فالسكوت يشجع الاحتلال على المزيد من الضربات المماثلة، أما الرد ربما يقود لحرب جديدة والناس في غزة غير مهيئين لهكذا حرب.
ولا استبعد أن يستغل الاحتلال هكذا حرب لإعادة احتلال غزة مهما كلفه من ثمن، فهنالك تيار بقيادة ليبرمان يؤيد مثل هذه الخطوة.
الأفضل أن يأتي الرد من خارج غزة، فهذا يورط الاحتلال ويجعله يدفع الثمن، لكن الوضع الحالي لفصائل المقاومة في الضفة لا يسمح برد فوري وسريع، إلا إن تكلمنا عن عملية فردية مثلما فعل الأسير عمر العبد خلال أحداث المسجد الأقصى.
وهذا الحادث يعيد التأكيد على ضرورة سعي المقاومة المسلحة لإعادة تنشيط دورها في الضفة بالإضافة لافتتاح جبهات جديدة مثل الداخل المحتل.
في كل الأحوال يجب أن يكون رد المقاومة من داخل غزة محدود ومدروس بشكل جيد، بحيث يفهم الاحتلال أن هنالك ثمن، وبنفس الوقت لا يسمح بتدهور الوضع نحو حرب جديدة.
أما ربط ما حصل بالمصالحة فهو خطأ، وقرار الحرب والسلم يجب أن يبقى بيد المقاومة، بعيدًا عن المصالحة.
وإن أراد عباس أن يربط استمرار المصالحة بعدم الرد على الاحتلال فليتحمل وزر ذلك، لكن يحظر على المقاومة السماح بوضع سلاحها واستخدامه في ميزان المساومة مع عباس.